على قديمه.. «طه حسين» يحرج المذيعة خلال لقاء نادر في حضرة رموز الأدب
طه حسين
يزخر الإعلام المصري، بلقاءات نادرة وهامة مع رموز الفكر في مصر، منهم شخصية غير عادية، لم يكن من الممكن وصفه بأنه نجم، لأن تلامذته، وتلاميذ تلامذته من النجوم اللامعة في العالم الأدبي والفني والفكري والفلسفي، وفقا لما لمقدمة الإعلامية ليلى رستم، هو الأديب العالمي طه حسين.
الإعلامية ليلى رستم، استضافت عميد الأدب العربي طه حسين، في لقاء نادر على التلفزيون المصري ببرنامج «نجمك المفضل»، مع عدد من رموز الفكر والأدب، الذين شاركوا في الحلقة كمتفرجين إذ مثل شمسا ساطعة، حيث خرجت عدسات البرنامج لأول مرة من ستديو 5 بمبنى التلفزيون العربي إلى شارع الهرم، وتحديدا فيلا أنيقة تتكون من طابقين، والتقت في بهوها الأنيق بالدكتور طه حسين.
الجمهور .. قائد الفكر
وحضر اللقاء رموز الفكر والأدب الذين وجهوا له الأسئلة برفقة الإعلامية، وعلى رأسهم عبدالرحمن صدقي أستاذ الشعر، الدكتور عبدالرحمن بدوي، يوسف السباعي، ثروت أباظة، أمين يوسف غراب، الشاعر عبدالرحمن الشرقاوي، نجيب محفوظ، محمود أمين العالم، أنيس منصور، كمعد للبرنامج، وكامل زهيري.
البداية .. إحراج للمذيعة
الأديب العالمي أحرج مقدمة البرنامج، في بداية اللقاء، عندما سأل عن عدد الحضور، وأجابته بأنهم 10 أشخاص، ليرد قائلا: «اتفقت مع الأستاذ أنيس منصور، أن يكون السائلين 5 أشخاص».
الخصومة بين الفصحى والدارجة
وتطرق طه حسين، إلى الكثير من القضايا الفكرية بخصوص اللغة العربية الفصحى التي كانت مطروحة آنذاك، مثل الخصومة بين الفصحى والعامية حتى وصل الامر إلى التنابذ السياسي، وكان ذلك السؤال الذي وجهه إليه الأديب يوسف السباعي، حيث طمأنه عميد الأدب العربي، بنبرة هادئة، وقال له: «لا تخف يا سيد، فلا أحد يستطيع أن يتهمك بالشيوعية، لا أنت ولا كثير من إخواننا الذين يتحدثون بالعامية الصرف، وأحيانا مزيج من العامية والفصحى، لأنك تكتب بمزج من لهجتين في أكثر الكتب».
حدود استخدام العامية في الأدب
وأكد، أنه من أنصار الفصحى وخصوم العامية، وليس معنى هذه الخصومة أنه لا يحب إدخال جمل قليلة باللغة العامية، لكن ما يكرهه أن تكون الكتابة كلها باللغة العامية، وأن تنبذ اللغة الفصحى نبذا تاما، كما أنه لا يحب أن تكون الحوارات في الإعلام عامية بالكامل، لكن لا مانع لديه من اختيار بعض الجمل العامية.
كما سأله كامل زهيري، عن أن قضية الخصومة بين اللهجتين أثيرت من قبل، وبالتالي هل يعتقد أن هذه القضية مزيفة أم لا، فرد عليه طه حسين، وقال، إنها ليست مزيفة إطلاقا، لأن الفصحى هي الطريقة الوحيدة إلى تحقيق الوحدة بين الدول العربية.
الالتزام الأدبي
أما محمود أمين العالم، فقد تطرق إلى مفهوم الالتزام الأدبي، وكان من رأي عميد الأدب العربي، أن الأديب مرآة للبيئة التي يعيش فيها، ومعنى ذلك أنه ملتزم بالبيئة، لكن الالتزام الذي يمقته أشد المقت، هو الالتزام الذي يفرضه السلطان، لأنه يفسد أدب الأديب، ولكن الأدب الصحيح يجب أن يلتزم بطبعه.