سيدة الجراج: المطر والبرد.. ولا «أوضة بحمام»

السيدة الستينية فى الجراج
«فقر وعنطزة».. مثل شعبى ينطبق تماماً على حالة سيدة فى العقد السادس من عمرها، إذ قررت الجلوس فى الشارع، تهطل الأمطار فوق رأسها طوال فصل الشتاء وتتحمل التقلبات الجوية السيئة، رافضة السكن فى حجرة أو شقة صغيرة بها دورة مياه ومطبخ، وتشترط شقة بحجرتين وكاملة المرافق، تجلس بها بمفردها.
تفاصيل قصة الستينية أن سكان منطقة مدينة رشيد فى محافظة الإسكندرية كانوا يجدونها تجلس فى الشوارع تحت الأمطار، وكان المشهد المؤسف يزيدهم حزناً وغضباً، فقرروا نقلها إلى أحد الجراجات للجلوس به والتدفئة، إذ أحضروا لها بطاطين ومشروبات ساخنة، واستمعوا لحالتها، قائلة إنها كانت تقيم مع ابنتها، لكنها لم تتحمل الوضع، لأنها لا تشعر بالراحة فى وجود زوجها، وتريد أن تكون لها شقة مستقلة عن غيرها.
وعند تواصل فريق التدخل السريع، التابع لوزارة التضامن الاجتماعى، معها، بعد تلقيه بلاغاً من أحد سكان العقار الذى يوجد الجراج أسفله بشأن افتراش سيدة ستينية مدخل أحد الجراجات، عُرض عليها نقلها لدار رعاية اجتماعية، لكنها رفضت جميع محاولات المساعدة، مطالبة بشقة تجلس فيها بمفردها، وإلا فالشارع يؤويها بحسب كلامها.
«زينب» تختار التشرد ومعاشها 1000 جنيه: «عاوزة أحوِّش لولاد بنتى»
كانت العجوز «زينب» تبكى بحرقة على ناصية أحد شوارع منطقة رمسيس، ويبدو أن الألم يعتصر قلبها، وبسؤالها عن سبب حزنها وجلوسها فى الشارع؟ أجابت بأنها «تسترزق»، رغم عدم وجود بضاعة أمامها أو حتى «كيس مناديل» تبيعه!
فى محاولة لمساعدة السيدة السبعينية بنقلها لإحدى دور الرعاية، والتوجه معها لوحدة الشئون الاجتماعية لاستخراج معاش اجتماعى لها، جاء رد «زينب» صادماً، قائلة: «عندى بيت كبير ومعايا 3 أولاد وبنت واحدة، ابنى الكبير بيشتغل فى شركة، ومش محتاجة أروح دار رعاية.. أنا بسترزق بس».
وبسؤالها عن المبلغ الذى تتقاضاه من وزارة التضامن الاجتماعى، كانت الإجابة: «معاشى 1000 جنيه، بس هما مش بيكفونى، لأنى عاوزة أحوِّش لولاد بنتى بعد ما جوزها مات ويدوبك ساب لها شقة كبيرة لـ3 أولاد».