القدس تستعد للعيد رغم اعتداءات الأقصى.. «زينة بالشوارع وكحك في البيوت»
كحك العيد في القدس
الأضواء الملونة ورائحة الكعك المقدسي الشهير تخطف قلوب القادمين إلى القدس الشرقية في أواخر شهر رمضان، وقبل حلول عيد الفطر المبارك، تماما كما يخطف المسجد الأقصى أفئدتهم، تتجسد الاحتفالات في صنع الحلوى الفلسطينية المحببة إلى قلوب أهلها، وخاصة الخبز المجدل الشهير، وهناك وتستمر المدينة في حالة صخب حتى ينادي المؤذن لصلاة الفجر.
استعدادات العيد في القدس
تشتهر القدس بأجواء مميزة قبل عيد الفطر، لم تتغير كثيرا على مر السنين، رغم الأحداث المستمرة في ساحات المسجد الأقصى الذي يشهد اعتداءات متكررة من الاحتلال الإسرائيلي في كل رمضان، ملامح الاحتفال بدأت مع الأسبوع الأخير من شهر رمضان، وإن كانت اختلطت فرحتهم بحزن كبير على ما تشهده المدينة من أحداث، حسب قول ميرال دجاني، أحد سكان القدس.
زينة في باب العامود ورائحة الكحك تتطاير
تملأ الأنوار ساحة باب العامود وسور القدس، وشارع صلاح الدين منذ بداية شهر رمضان ويجلس الشباب في تلك الساحات الواسعة ينشدون ويتغنون أغاني التراث الفلسطيني، وحسب قول ميرال لـ«الوطن» أجواء العيد تتجسد في شوارع المدينة بأشكال مختلفة، الباعة ينتشرون في الشوارع والأفران تخرج منها رائحة المخبوزات «ريحة الكحك والخبز المجدل بتملا الشوارع وبنحتفل رغم أنف الاحتلال»، بحسب تعبيرها.
تتجمع السيدات في ساحات المنازل قبل العيد بأسبوع على الأقل، لعمل الكحك والبسكوت وحلوى العيد بكل أشكالها، كعادة سنوية اعتادوا عليها رغم مضايقات الاحتلال التي اعتادوا عليها «أمهاتنا في البيوت لازم تتجمع وحواليهم البنات والأطفال يعملوا أشكال وأنواع من الكحك والبسكوت، بندي الفرح حقه زي ما وقت المقاومة بياخد حقه عندنا»، بحسب تعبير الفتاة المقدسية.
زحام بالمسجد الأقصى
يتخذ شهر رمضان في القدس نكهة مميزه عن غيره من الأماكن، فيبدأ الاستعداد للشهر الفضيل قبل تحري هلاله بنحو أسبوع كامل، وما أن يتضح الهلال في السماء ويبدأ الناس الصيام حتى تتحول المدينة، تزدحم الشوارع ليلا بأهل المدينة، يملأون ساحات باب العامود بجلسات من الإنشاد والغناء الديني الرمضاني، حسب قول المصور أيمن أبورموز، أحد سكان القدس.
المناسبات الدينية تترك أثرا قويا بالمسجد الأقصى، الذي يتميز بمكانة كبيرة في نفوس المسلمين عامة وسكان القدس خاصة، فحسب وصف أبورموز، لـ«الوطن»، الأعداد الوافدة لأداء صلاة التراويح بالأقصى تشبه في كثرتها التي توجد بصلاة الجمعة، وأيضا مع فجر يوم العيد تتوافد المئات على ساحات المسجد حتى أنه يكون مكتمل العدد ولا يوجد مكان دائما لموضع قدم زائدة بداخله، بحسب وصفه.