الباحث في العلاقات الدولية بهاء محمود: مصر قادرة على دعم أمنها الغذائي من خلال التكامل العربي «حوار»
بهاء محمود الباحث في العلاقات الدولية
أكد بهاء محمود، الباحث فى العلاقات الدولية، أنّ إشارة الرئيس عبدالفتاح السيسى، التى جاءت فى كلمته على هامش فعاليات القمة العربية بالجزائر، والتى تخص العمل الجماعى وتعزيز القدرات العربية سياسياً واقتصادياً وأمنياً، جاءت فى توقيت مهم للغاية، وذلك بسبب الأزمات التى يشهدها العالم أجمع، وأبرزها الأزمة الروسية الأوكرانية التى اندلعت أواخر شهر فبراير الماضى، لكون تكامل القدرات المتباينة ينشئ منظومة صلبة قادرة على مواجهة التحديات المشتركة، والأزمات الدولية المستجدة، بما فى ذلك ما يعانيه العالم العربى جرّاء أزمتى الطاقة والغذاء.. وإلى نص الحوار:
كيف تؤثر أزمة الطاقة على الوطن العربى؟
- بالنسبة للطاقة فهى أزمة لها وجهان، الوجه الأول هو ارتفاع الأسعار بالنسبة للدول المصدّرة للطاقة سيحقق أرباحاً كبيرة، والوجه الآخر أنّ هناك علاقة طردية بين ارتفاع أسعار الطاقة وأسعار السلع والخدمات التى سترتفع تباعاً فى جميع الدول العربية، وبالتالى ستزداد معدلات التضخّم وتكليفات المعيشة، وبالتالى تتساوى الدول النفطية وغير النفطية فى الضرر من حيث ارتفاع الأسعار وتكلفة معيشة الفرد.
كيف تسبّبت الأزمات فى العالم بالتأثير على الأمن الغذائى فى الدول العربية؟
- بالنسبة لمحور الأمن الغذائى فهو مرتبط بأمرين، الأول أزمة القمح وتأثير الأزمة الروسية الأوكرانية على أسعاره وكمياته، بسبب الأزمات المتعلقة بتحميله من الموانئ الأوكرانية وتصديره إلى دول العالم، وعند البحث عن بديل كاستيراد القمح الروسى فإن ذلك سيعرض الدول التى ستبرم ذلك الاتفاق إلى عقوبات دولية على خلفية الأزمة بين البلدين المتنازعين، وهنا تكمن معضلة الأمن الغذائى، لأن الدول العربية ستعانى لتتمكن من الحصول على القمح بأسعاره المعتادة.
وما الدور المصرى فى ضمان الأمن الغذائى ومواجهة أزمة الطاقة؟
- بدأت مصر على المستوى القومى أو المحلى بالتفكير فى إلغاء استيراد السلع الترفيهية غير المهمة وتصنيعها محلياً واستبدالها بالسلع الأساسية، ونحن دولة لديها ثروة حيوانية كبيرة، وبالتالى يجب دعم تلك المصانع المحلية، إضافة إلى تزويد مساحة زراعة القمح بعدم استخدام مياه كثيرة لتحقيق الأمن الغذائى، وبالتالى لن تتأثر مصر بشكل كبير بالأزمات التى تعانى منها دول العالم، ولن تعتمد على الخارج.
وفى الفترة الأخيرة بدأت الدولة المصرية بضخ كميات كبيرة من الأموال فى الحفر والاستكشاف وتوسيع شراكات مع الشركات العالمية الكبرى فى ما يتعلق باستكشاف حقول الغاز، وذلك الأمر من شأنه توسيع مساحات البحث عن مصادر الطاقة داخل الدولة، مما يؤدى إلى ازدياد مساحة المعروض أو المنتج لديها، وبالتالى ستكون لدينا تغطية للاستهلاك وفائض للتصدير، بالإضافة إلى إنشاء مناطق أخرى لتسييل الغاز لمواجهة أزمة الطاقة. كما أنّ إبرام اتفاقيات الغاز مع قبرص من شأنه الإسهام فى كون مصر مركز طاقة إقليمياً، لأنها سترتبط مع معظم القوى المشتركة فى المنطقة، إضافة إلى مشروعات ربط الكهرباء بين مصر وقبرص تحت رعاية الاتحاد الأوروبى، وهو مرتبط بمشروعات الغاز، الأمر الذى يعد منفذاً جديداً لأهمية الارتباط مع الدول المنتجة للغاز فى شرق المتوسط.
العلاقات التجارية
العلاقات التجارية بين روسيا وأوكرانيا والدول العربية أصبحت فى شلل تام، الأمر لا يتوقف فقط على القمح، ولكن المعادن أيضاً التى يتم استيرادها، إذ إنّ معظم السلع التى يتم تصنيعها فى الدول العربية تكون من المواد الخام المستوردة من دول مختلفة، أهمها روسيا وأوكرانيا، وبالتالى فإن الدول الغربية سترفع سعر المواد الخام بسبب زيادة الطلب والنقص الشديد الذى تشهده السوق العالمية، وبعض السلع عندما ترتفع أسعارها يعزف المواطن عن شرائها، مما يؤدى إلى وقف خط الإنتاج وتسريح العمالة، الأمر الذى يسهم بشكل مباشر فى ارتفاع حجم البطالة.