«الأيبس».. سراديب الغموض في تونا الجبل تجذب عشاق الآثار الفرعونية
سراديب الأيبس بتونا الجبل
ممرات منحوتة في قلب الصخور، تُشعر من يدخلها بالراحة والجمال والهدوء، وأجواء طقس معتدل لطيف في الشتاء والصيف.. هذه هي سراديب الأيبس، أو سراديب الأرواح العليا، التي تقع داخل منطقة آثار تونا الجبل، في مركز ملوي، جنوب محافظة المنيا.
ممرات طويلة تحت الأرض متفرعه ومتصلة
يقول فرج عبد العزيز الجهمي، مدير تنشيط السياحة بتونا الجبل، لـ«الوطن»، إنه في عام 1937 اكتشف الأثري الكبير الدكتور سامي جبرة السراديب المعروفة بـ«سراديب الأيبس»، وهي عبارة عن ممرات طويلة تحت الأرض متفرعة ومتصلة ببعضها تصل لمسافات كبيرة، ووصفها «جبرة» وقتها بأنها تصل إلى 30 فدانا، وهي عبارة عن جبانة الطيور التي كان يقدسها المصري القديم وقام بتحنيطها ودفنها في توابيت، لأن تونا الجبل هي أقدم أرض قُدس عليها اطائر.
تابوت صغير يحمل داخله طائر الأيبس المحنط
وأضاف «الجهمي»، أن الداخل للمنطقة الأثرية سيلاحظ في بداية دخوله لأحد الشوارع الرئيسية في السرداب «C» أن هناك أرفف أو فتحات على جانبي الشارع، منها الصغير في أعلى الشارع والفتحات الكبيره في أسفل الشارع، كانت تستخدم كمرقد أو مكان يوضع فيه تابوت صغير يحمل داخله طائر الأيبس المحنط الذي كان يقدسه المصري القديم، ويعتبره رمزاً لجحوتي إله الأقليم، والفتحات الأكبر كان يوضع تابوت يحمل مومياء القرد الرمز الثاني لجحوتي.
وأوضح «الجهمي»، ان الزائر لن يلاحظ وجود هذه الفتحات في باقي الشوارع، ومن المعروف أن التوابيت كانت ثلاثة أنواع حجر جيرى أبيض وخشب وفخار وهناك شوارع تجدها بأكملها للقرود فقط.
وقال مدير تنشيط السياحة، في عام 2017 واصلت جامعة القاهرة استكمال المشوار الذي بدأه سامي جبرة بقيادة الدكتور صلاح الخولي، والدكتور ميسرة عبدالله، والدكتور أحمد بدران، وباقي فريق العمل من أبناء جامعة القاهره ليكتشفوا سراديب موازية لتلك التي اُكتشفت من أكثر من 80 عاما مضت، ولكن هذه السراديب مختلفه تماما فهي مقابر للبشر متنوعة رجال ونساء وأطفال في توابيت من الحجر الجيري الأبيض، واكتشفوا بعض التمائم الأثرية وأكثر من أربعين مومياء.