محطات في حياة «طالب علم».. تعلم النجارة والسباكة وألّف 22 كتابا
محمد البشير
شغفه كان الوقود الذى يحركه، وطاقته التى أنارت طريقه خلال رحلة طلب العلم، التى تُوجت بالحصول على درجة الماجستير من جامعة القاهرة وعمره 79 عاماً، ويعكف حالياً على كتابة رسالة الدكتوراه، ليحقق الدكتور محمد البشير فرحان حلمه الذى ظل يراوده لسنوات طويلة، بعد قراءات متعددة ودراسات متنوعة، بدأت بتخرجه فى كلية التجارة جامعة الإسكندرية، ودراسة علم الاختزال فى الجامعة الأمريكية، والاقتصاد والتجارة الخارجية باللغة الإنجليزية، ومن قبلها الإلمام بآليات وأدوات حرف ومهن مختلفة، منها ميكانيكا السيارات والنجارة والخياطة والسباكة: «بحب المعرفة، وكنت بقعد اتفرج على الصنايعية».
«البشير»: تخطيت الـ81 عاما ورسالتي للماجستير تُدرّس في سوريا
رحلة مُلهمة وتجربة غنية يرويها صاحب الـ81 عاماً، بروح شاب منطلق يعشق الحياة حتى النفس الأخير، يعمل لدنياه كأنه يعيش أبد الدهر، ولآخرته كأنه سيرحل غداً: «بحب أطلع على كل شىء أجهله، ولما كنت فى الجامعة خلال فترة السبعينات كان هدفى الهجرة، اتعلمت كل حاجة علشان أسلح نفسى، لكن سافرت الخليج واشتغلت محاسب وفى التربية والتعليم، وانتقلت لقسم التخطيط المنهجى للمدارس فى الإمارات، وألفت كتب كتيرة، بجانب إعداد ما يقرب من 500 حلقة تليفزيونية».
قام بتأليف 22 كتاباً، منها 11 مطبوعة، والباقى يبحث عن دار نشر لطباعته.
«قررت أكمل الماجستير والدكتوراه وعمرى 79 سنة، وقعدت فى تمهيدى الدكتوراه 3 سنوات، علشان طلبت أعيد مادة كنت حابب أفهمها وهى الاقتصاد السياسى، الكل استغرب بس أنا كنت بدوّر على العلم مش أنجح وخلاص»، يقولها «البشير»، مشيراً إلى أنه انتهى من كتابة نصف رسالة الدكتوراه، ويحلم بمناقشتها قريباً: «زوجتى سايبة لى غرفة لوحدى عشان أذاكر فيها، وواقفة معايا طول عمرها، وحتى فى الماجستير دعمتنى هى وبناتى الأربع، ووجودهم فرق فى مشوارى المهنى والتعليمى».
اختيرت رسالة الماجستير الخاصة بـ«البشير»، التى تتحدث عن النظرية الاقتصادية، لتُدرّس فى إحدى جامعات سوريا، متنازلاً عن حقه المادى: «شغلى مش محتاج منه فلوس.. علمى لله»، مشيراً إلى أن له كتباً عديدة معظمها دينية، عكف على كتابتها لسنوات طويلة، تدور حول قصة الخلق وقصص النساء فى القرآن والأمثال الشعبية ومعانيها فى الآيات القرآنية: «بجيب المثل وأشوف اتقال إزاى فى الشعر والنثر وأجيب معناه من الآيات القرآنية، وهدفى أفضل أتعلم لآخر نفس، وأطبق قوله عز وجل.. اقرأ».