«عم كالون» 60 سنة في تصليح وتلميع الأحذية: جالي زباين بهوات وبشوات

كالون أقدم صنايعي لتصليح وتلميع الأحذية بالشرقية
محّل بسيط متواضع الحال، بأحد أقدم شوارع مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، تشهد جدرانه ومقتنياته على آثار الزمن البعيد، يجلس به العم «محمد كالون» أقدم حِرَفي لتصليح وتلميع الأحذية بالشرقية، مرّ نحو 60 عاما وهو يمارس حرفته تلك، لا يعرف سواها مصدرا للرزق، أنفق منها على أبنائه الخمسة، زوجهم وأتم رسالته، وما زال يواصل تواجده بمحل عمله يوميا رغم تبدّل الأحوال واندثار الحرفة، إذ يفتح باب محله فجر كل يوم انتظارا للرزق ويغلقه في تمام الثامنة مساء ليعاود الكرّة كل يوم.
التقت بوابة «الوطن» مع «محمد كالون» والذي أوضح في حديثه أنه يبلغ من العمر 72 عاما، وبدأ عمله في محل تصليح الأحذية منذ طفولته إذ كان يبلغ 12 عاما من العمر، لافتا إلى أنه لبس ثوب أبيه في الحرفة، إذ دعاه والده لتعلم الصنعة ليضمن له مصدر رزق لحياة كريمة مستقبلا، معلقا: «أنا أقدم صنايعي في تصليح الأحذية في الشرقية بقالي 60 سنة بشتغلها».. حسب قوله.
حرفة تصليح وتلميع الأحذية
ويتابع أقدم صنايعي لتصليح الأحذية، في حديثه لـ«الوطن»، أنه استطاع أن يواصل عمله باحترافه تصليح الأحذية، وأصبحت كاره الذي يجلب منه رزقه، لافتا إلى أنه تزوج وأنجب 5 من الأبناء، كما أصبح جدا لعدد من الأحفاد، لافتا إلى أنه يحترفها منذ زمن بعيد وما زال يواصل السعي والعمل رغم تقدمه في العمر ورغم قلة الزبائن مقارنة بالسابق، مؤكدا أن كل البيوت أصبحت تعتمد على الورنيش الجاهز من المحلات وابتعدت عن تلميعها لديه إلا أن التصليح لا غنى عنه وفق قوله كما أنه يجيد الحياكة يدويا بعيدا عن الماكينة.
الكرسي ياما شاف بهوات
ويسترجع العم كالون في حديثه أن عمله في الزمن البائد يعتمد على كرسي وفرشاة، فالكرسي من معدني الظَهر والألمونيوم، فكان الزبون يجلس على الكرسي ويجلس أمامه العم محمد يلمع حذاءه، معلقا: «الكرسي دا ياما شاف بهوات من وزراء وبشوات وكانت أحلى أيام، كان الزبون يقعد زي الباشا وبصاغ واحد يلمع جزمته ومفيش حد كان بيلمع في بيته».. حسب تعليقه، مستكملا حديثه: أن التلميع صنعة مش لاي حد وبتحافظ على الحذاء عمر أطول.
العم محمد عشرة عمر مع الحرفة
ويختتم العم محمد كالون أقدم صنايعي لتصليح الأحذية في الشرقية أنه استطاع بفضل الله تزويج أبنائه الـ5 وينعم في وسط أحفاده، لافتا إلى أنه أصيب بمرض يعد هو الأمر المنغص عليه ويود العلاج منه، إلا أنه رغم الشيخوخة ومرضه يبتسم راضيا ومكافحا إذ يفتح محله يوميا دون كلل أو ملل من باب السعي وانتظارا للرزق معلقا: لو قعدت في البيت أموت وفي أيام مبشوفش فيها زبائن بس ربنا بيراضيني، والناس بتحبني لأننا عشرة سنين.