طبيب فلسطيني يسافر على دراجة يوميا تحت القصف لمداواة المصابين «خاص»
الطبيب الفلسطيني حسن زين الدين
قُصفت غزة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي في شهر أكتوبر الماضي، وتحولت المباني إلى ركام بعدما قصفها الاحتلال عن بكرة أبيها، وأغلق حطامها الشوارع، لكن الدكتور حسن زين الدين، قرر عدم الاستسلام للأمر الواقع حتى لو ضحى بحياته في سبيل الوصول إلى مكان عمله «جمعية الإغاثة الطبية، لمداواة الجرحي والمصابين»، حيث يواجه المصاعب يوميًا، تحت نيران القصف في ظل الأحداث العاصفة بقطاع غزة.
الدكتور حسن زين الدين، مدير مركز الأمراض المزمنة بجمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية، يحكي لـ«الوطن» تفاصيل يومه منذ خروجه من المنطقة التي يعيش بها خلال الفترة الحالية بعد قصف منزله، حتى وصوله إلى مكان عمله: «عندما بدأ القصف في حي الرمال الذي أعيش به، اضطرينا بعد التهديد نرحل إلى مدينة أخرى، هذه المدينة كنت أعيش فيها داخل ورشة حدادة، وكانت تبعد من 12 إلى 15 كيلومتر عن مدينة غزة ومكان عمله بجمعية الإغاثة».
فقدان الوقود.. وشراء دراجة هوائية
نتيجة فقدان الوقود، اضطر «زين الدين» إلى شراء دراجة هوائية، والسفر لمسافة تتخطى الـ12 كيلومتر يوميًا، تحت نيران القصف وصواريخ الاحتلال، ورغم بلوغه سن الـ54 عامًا، إلا أن ذلك لم يضعف من عزيمته، في سبيل مداواة الجرحى والمصابين، للوقوف على أرجلهم مرة أخرى، لمواجهة الاحتلال: «السفر لمشوار يصل إلى 15 كيلو متر تحت القصف كان أمرا صعبا، اضطريت أسير على شوارع مقلوبة تمامًا نتيجة القصف، وقتها كنت أنا أحمل العجلة بدل ما هي تحملني، لحين تجاوز المكان الوعر، ثم أعود لقيادتها مرة أخرى».
أصوات القصف.. لم توقف مسيرة «زين الدين»
أحيانًا، يسمع الطبيب الفلسطيني أصوات القصف أثناء السير بالدراجة، لكن هذا لم يثنيه عن الوصول إلى المستشفى، فلم يوقفه صاروخ، ولم يهتز له جفن، وفقًا لما قاله خلال حديثه لـ«الوطن».
الترحال إلى رفح يوقف رحلته إلى مكان عمله
الاحتلال لم يرحم «زين الدين»، فبعد رحيله من المنطقة التي يسكن بها، اضطر أيضًا للرحيل من المدينة التي لجأ إليها، بعد أن قصفتها قوات الاحتلال، وحينها، كانت مدينة طابا على الحدود المصرية، ملجأ الطبيب الفلسطيني وعائلته: «من يومين فقط اضطريت ارحل إلى مكان أبعد في مدينة رفح، ومن حينها، توقفت الحركة بالنسبة لي وصعب أوصل بالدراجة الهوائية إلى مكان عملي في غزة، لأنهم قطعوا الطريق».