محمود فوزي السيد يكتب.. Free Palestine درة التاج لأحرار الغناء في العالم
محمود فوزى السيد
من بين مقاطع الفيديو الكثيرة المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعى للمشاهد المؤلمة، التى يعيشها أهالينا الكرام فى قطاع غزة تحت قصف جيش الاحتلال الصهيونى وما تصيب به القلوب من ألم لا يحتمل، لاحظت وجود عدد كبير من الفيديوهات التى تتصدر التريند وينشرها الآلاف، مصحوبة دائماً بكلمات تحمل الكثير من ملامح القوة والمقاومة، وهى المقاطع التى تظهر بعض أحرار الغناء فى الغرب المساندين للقضية الفلسطينية والداعمين لقرار وقف إطلاق النار فى غزة وهم مجتمعون على كلمة واحدةFree Palestine العبارة التى تحولت إلى درة التاج لحفلات عدد كبير من أحرار الغناء فى الغرب، آخرهم المغنية النرويجية هيلارى أليسون، التى ارتدت العلم الفلسطينى فى إحدى حفلاتها، مؤكدة موقفها الداعم للقضية ومطالبة العالم كله بالوقوف خلف غزة لإيقاف حرب الإبادة التى تعيشها، وفى نهاية كلمتها رددت الشعار Free Palestine.. هيلارى ليست الأولى ولا الأخيرة فى مسلسل الرعب الذى تبثه تلك الكلمة البسيطة فى قلوب المحتل، ففى مقطع آخر قصير شاهدت المطربة العالمية «أديل» وهى تغنى وسط جمهور ممسكة بيدها علم فلسطين، فى مقطع حقق انتشاراً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعى، وسبقها مطربو «راب» فى أمريكا وغيرها من دول العالم، وهو نفس الموقف الذى وقفه المغنى المصرى «الراجل الجدع» ويجز فى إحدى حفلاته فى جولة أمريكية منذ أيام قليلة، عندما طلب من الجمهور أن يرددوا خلفه هذا الشعار الوطنى العظيم والذى استقبله الجمهور بحب وفخر.
وعندما يتحرك ضمير مطرب غربى لا تزيد حجم معلوماته عن القضية العربية الأسمى عن حجم معرفته باللغة العربية نفسها لكنه تابع وشاهد وتوجع واستنكر وقالها فى حفل أمام عشرات الآلاف Free Palestine، هنا يجب على كل مطرب عربى أن يلتزم بالوقوف نفس الموقف وهو الموجوع بالأحداث والمشاهد، والذى عايش كل تفاصيل القضية الفلسطينية طوال سنوات عمره.
كل يوم نشاهد مطربين مصريين وعرباً يعلنون عن حفلاتهم الجديدة، فلماذا لا نجعل من كلمة «فلسطين حرة» نداء واجباً على كل مطرب فى حفله أسوة بأحرار الغناء فى العالم.. لماذا لا تحمل حفلات النجوم العرب رسالة تضامن ودعم لشعب فلسطين وأهالى غزة، ليتم تحويل هذا الجزء البسيط من الحفل وهم يرددون «فلسطين حرة» لمقاطع صغيرة تتناقلها الشعوب حول العالم لإظهار دعم الملايين للقضية.
خلال ساعات يحيى الفنان المصرى «العالمى» عمرو دياب حفله فى دبى، الذى كان قد اتخذ قراراً بتأجيله من يوم 20 أكتوبر الماضى بسبب الأحداث، وتم الاتفاق النهائى على أن يقام يوم 18 نوفمبر الحالى، أتمنى -بل أنتظر- من الفنان الكبير أن يبدأ حفله بأغنيته المهمة «القدس ديه أرضنا» كلمات مجدى النجار ولحن عمرو دياب وتوزيع طارق مدكور، والتى صدرت منذ ما يقرب من 23 عاماً فى أحداث الانتفاضة التى اندلعت إثر استشهاد الطفل محمد الدرة، كرسالة دعم ومساندة للقضية التى ساندها هو طوال تلك السنوات، وهو الأمر نفسه الذى يجب على كل من يصعد خشبة مسرح فى عالمنا العربى خلال الفترة الحالية أن يقوم به، فليبدأ مطربونا الحفل بالوقوف دقيقة حداداً على أرواح شهداء غزة، ولتكن دائماً أغنيتهم الأولى لفلسطين سواء لمن غنى منهم للقضية أو حتى الاستعانة بأغنية لزميل آخر.
تلك المقاطع الصغيرة ونجوم العالم العربى جميعاً يغنون لشهداء غزة وفى خلفيتهم علم فلسطين سيتداولها جمهور السوشيال ميديا بالتأكيد كما يفعل مع مقاطع المطربين الأجانب.
أعلم أن الأحداث التى نعيشها مع مشاهد استشهاد الأطفال والكبار فى غزة أصبحت أكبر من فكرة الغناء للقضية، فالألم أعظم حتى من الوقوف أمام الميكروفون لتسجيل أغنية جديدة، لكن يبقى الموقف فى النهاية أن على كل منا تحمل مسئوليته، وسلاح الفنان للتعبير عن رأيه هو فنه، وهنا فى تلك اللحظة بالتحديد عليه أن يحسن استخدامه.