أدوار راسخة ومشاركات متنوعة لـ طارق عبدالعزيز.. الجودة سر نجاحه خلال 25 عاما
الفنان الراحل «طارق عبدالعزيز»
«الشناوى»: جسّد كامل الشناوى ببراعة.. و«قاسم»: كان بينه وبين خالد صالح كيمياء خاصة
حالة من الارتباط والألفة عاشها الجمهور مع الفنان الراحل طارق عبدالعزيز من خلال أدواره فى السينما والتليفزيون، حيث أجاد تجسيد دور المواطن المصرى البسيط، وتنقّل بين الأدوار ببراعة شديدة، حيث جسّد الرجل الغنى المتسلط والفقير الذى يسعى لإيجاد قوت يومه، والمحامى القوى، والطبيب المخلص، وغيرها من الوجوه التى علقت فى أذهان جمهوره على مدار 25 عاماً.
وظل الوثاق الذى ربط طارق عبدالعزيز بالفن متيناً حتى لحظة وفاته، التى كانت داخل موقع تصوير مسلسل «وبقينا اتنين» مع عدد من النجوم، وقد لفظ أنفاسه الأخيرة هناك خلال تصوير أحد مشاهده، وليست هذه هى المفارقة الوحيدة فى رحيله، وإنما تزامنت وفاته مع يوم رحيل صديقه الفنان عامر منيب، حيث تعاون الثنائى فى فيلم «كيمو وأنتيمو» عام 2004، ليلحق بصديقه «منيب» بعد 12 عاماً من رحيله.
انتقل طارق عبدالعزيز بسلاسة بين الأدوار منذ ظهوره الأول فى مشهد بسيط فى فيلم «صعيدى فى الجامعة الأمريكية» مع الفنان محمد هنيدى، ونشأت حالة من الارتباط بينه وبين الجمهور مع أعماله التالية ما بين «فيلم ثقافى» و«أصحاب ولّا بيزنس» و«ساعة ونص» و«فبراير الأسود» و«صورة سيلفى» و«يوم مالوش لازمة»، وعدد آخر كبير من الأعمال الفنية المهمة.
أصبح وجهاً من الوجوه الأساسية فى الدراما الرمضانية مع الجمهور «راجعين ياهوى» فى شخصية كتبها أسامة أنور عكاشة نجح فى أن يُجسّدها بشكل مميز، ومسلسل «دايماً عامر»، ومسلسل «كل ما نفترق»، وأيضاً مسلسل «فارس بلا جواز»، ومسلسل «سكر زيادة».
وكان من أبرز الأدوار التى قدّمها تليفزيونياً دور «كامل الشناوى» فى مسلسل «أم كلثوم»، وأشاد الناقد طارق الشناوى بأدائه فى هذا الدور، قائلاً: «أول مرة تعرّفت فيها على طارق عبدالعزيز قبل 24 عاماً كان يؤدى شخصية عمى كامل الشناوى فى مسلسل أم كلثوم، بينما صديقه وزميل دفعته خالد صالح يؤدى شخصية عمى مأمون الشناوى فى المسلسل نفسه، الاثنان أجادا التعبير عن الروح»، مضيفاً «رحل خالد وشعرت بأن صورة عمى مأمون ترحل بعد رحيل الأصل، ثم غادرنا طارق عبر العزيز ويتجدّد الإحساس بالرحيل للأصل والصورة».
وقال الناقد محمود قاسم إن الفنان طارق عبدالعزيز هو جوكر الأعمال الفنية، فظهوره فى أى عمل فنى كان إضافة قوية، سواء على مستوى السينما أو الدراما، واستطاع أن يثبت ذاته ويكون علامة بارزة، وكانت لديه قدرة على التلون بين الشخصيات، وتقديم أدوار متفاوتة فى العمر.
وأضاف: بدأ طارق عبدالعزيز بداية قوية خلال مشواره الفنى، بالتعاون مع الفنان محمد هنيدى، حيث تشاركا فى فيلم «صعيدى فى الجامعة الأمريكية»، وأيضاً «همام فى أمستردام»، ومن بعدهما قدّم دوراً يعتبر من أفضل أعماله فى مسلسل «أم كلثوم»، ولا نغفل الكوميديا الخاصة به فى فيلمى «فيلم ثقافى» و«أصحاب ولّا بيزنس»، وظل يشارك مع عدد كبير من النجوم على مدار مشواره الطويل.
وكان له تعاون خاص مع الفنان خالد صالح، فقد كان صديقه، وكانت تجمع بينهما كيمياء مشتركة، خاتماً حديثه: «رحل بجسده وسيظل بأعماله حاضراً».