طلاب "ميت بدر حلاوة": "مسيو رمضان" شغل سيما
![طلاب](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/335606_Large_20150406084652_12.jpg)
مدرسة ريفية ذاع صيتها فى عمل درامى دارت معظم أحداثه فى قرية «ميت بدر حلاوة»، جاءت المدرسة على اسم القرية التى أوحت للكاتب يوسف معاطى، برصد العلاقة بين المعلم وتلاميذه وأحوال التعليم، مختلقاً شخصية درامية لا وجود لها فى المدرسة الواقعية، وهى شخصية «رمضان مبروك أبوالعلمين حمودة»، التى جسّدها الفنان محمد هنيدى.
داخل فصل ضيّق، مسقوف بالخشب يقول هانى منصور، مدرس الرياضيات بالمرحلة الابتدائية: «عندنا عيال محترمة وولاد ناس، وعيال تانية عايزة الضرب على دماغها»، الكلمات نفسها التى كان يردّدها مسيو «رمضان» مدرس اللغة العربية. يتعفّف «هانى» حيناً عن عقاب تلاميذه شتماً أو ضرباً، وأحياناً لا يمسك نفسه، يمتاز بالشدة والحزم أوقاتاً، واللين والتسامح بعض الأحيان: «طبعاً اللى بيغلط باضربه، بس مش باعلقه ولا باتطاول عليه بالخرزانة زى الفيلم».
لا يتذكر «هانى» أنه رفع عصا فى وجه طالب مرة خلال مسيرته فى التعليم، 3 سنوات حافلة بذكريات سعيدة مع طلابه، بينهم «علاء رجب» التلميذ بالصف الثالث الابتدائى: «اللى بينجح فى امتحان الشهر أو يجاوب على كل الأسئلة صح باكافأه بمسطرة وقلم رصاص».
«بتنصب الفاعل.. أومال لما تكبر هتنصب على مين»، الجملة التى ردّدها البطل فى أحداث الفيلم الكوميدى جسّدت واقعاً يعيشه «حسين السيد»، مدرس اللغة العربية، يومياً فى يومه الدراسى: «بالاقى أخطاء نحوية ومشكلات فى نطق العربى فى تصحيح الكراسات»، يحاول المدرس الثلاثينى الاقتراب من تلاميذه والتعرّف على مشكلاتهم: «العيال بتفهم كويس، لكن الشقاوة ده طبع فيهم، عندنا مشاهير طلعوا من ميت بدر حلاوة، منهم د. نصر فريد واصل، المفتى الأسبق، والفنان عبدالمنعم إبراهيم، والدكتور مصطفى الحفناوى وزير الإسكان السابق».
«ميت بدر حلاوة مثال للانضباط والدقة»، يقولها مدير المدرسة التابعة لإدارة سمنود بمحافظة الغربية، مرتدياً زياً ريفياً، جلباب وعمامة، يعتلى مقعداً خشبياً وثيراً أمام طاولة يصطف حولها التلاميذ قبل انطلاق جرس الحصة الثالثة، «الوردانى عبيدو» يشكل قلقاً حقيقياً لتلاميذ المدرسة، لا يقبل أى شكوى بين التلاميذ، ولا يعرف التفرقة بين «ابن وزير» و«ابن الغفير»، لكنه يعترض على العمل الدرامى الذى تناول مدرسته: «الفيلم طلّع المدرسة والمدرسين والبلد كلها بصورة مش حلوة».
المدرسة التى تأسست فى الخمسينات، أسهمت فى تخريج جيل من المثقفين، حسب «عبيدو»: «معظم مدرسينا اتعلموا فيها، والبلد عيالها بيسافروا فرنسا زى المسلسل تماماً، وبيرجعوا يعمروا البلد، ويبنوا فيلات ويمهدوا الطرق، أكتر بلد أهلها بيحبوها ويحافظوا عليها هى ميت بدر حلاوة».