«النجيلة» تكفل 174 مهاجراً غير شرعى بـ«5 خراف» وأغذية وأدوية وملابس
«النجيلة» تكفل 174 مهاجراً غير شرعى بـ«5 خراف» وأغذية وأدوية وملابس
أهالى مدينة النجيلة يعدون الطعام أمام القسم ويقدمونه للمهاجرين المحبوسين داخله
«لو قعدوا شهر فى الحبس إحنا متكفلين بيهم»، هذا ما أكده أهالى مدينة النجيلة بمحافظة مطروح، الذين ضربوا مثلاً فى الكرم والتكافل، بذبح 5 خراف وجمع كميات من لحوم الأضاحى وطهى الأطعمة لتقديمها لـ174 مهاجراً غير شرعى من 10 جنسيات مختلفة، ألقت قوات حرس الحدود القبض عليهم، أمس الأول، إثر تعطل مركبهم فى عرض البحر، أثناء سفرهم إلى دولة إيطاليا.
أحد الأهالى: بكيت عندما قالت لى طفلة سورية «بقالى كام يوم ما أكلتش».. ومجلس المدينة يوفر 20 طناً من مياه الشرب
وفور علم الأهالى بحبس المهاجرين داخل قسم الشرطة ذبحوا الخراف وجمعوا اللحوم، وحولوا أحد المخازن إلى مطبخ، لطهى «الأرز والخضار» وتقديم الوجبات ساخنة للمحبوسين، و«كله من رزق الله»، وفقاً لمن شاركوا فى حملة إطعام الغرباء.
ويقول هارون آدم، من أهالى النجيلة: «كنا ننهى إجراءات فى قسم الشرطة، وفوجئنا بأعداد كبيرة من الرجال والأطفال والنساء، وعرفنا أنهم مقبوض عليهم فى قضية هجرة غير شرعية»، مضيفاً: «أنا بكيت عندما قالت لى طفلة سورية عمو أنا بقالى كام يوم ما أكلتش»، وقلت لنفسى: «الحمد الله إن إحنا فى مصر فى أمان».
وأكد: «وجدنا أن المياه أفسدت ملابس النساء، ويحتجن إلى ملابس جديدة، وكان كثير منهم حفاة دون أحذية، فذهبنا لأهل الخير وتبرعوا لنا بالملابس والأحذية، ومنهم أصحاب محلات تجارية، كما تبرعوا بمواد غذائية من أكل وشرب وعصائر ومياه».
ويضيف عبدالهادى ناصف، من شباب النجيلة، أن بعض أصحاب المخابز، عملوا فى غير أوقات العمل الرسمية لإنتاج الخبز، لتوفير أكل المهاجرين.
ويؤكد باسط محمد العميرى: علمنا بوجود عدد من اللاجئين مقبوض عليهم فى واقعة هجرة غير شرعية، ولا يملكون أى طعام أو شراب، فاتصلنا بشيوخ القبائل وأهل الخير بالنجيلة، ومنهم الشيخ فايز عبدالرسول، وجمعنا وجبات غذائية سريعة ومياهاً معدنية وعصائر، وأحضرنا وجبات جاهزة.
وأكمل: طلبنا من الأهالى توفير اللحوم والأرز لوجبة العشاء، وجمعنا مبالغ نقدية، واتصلنا بالدكتور جمال الصغير مدير إدارة النجيلة الصحية لتوفير العلاج السريع للمرضى، وأرسل عيادة متنقلة، مع توفير ما يلزم من أدوية وتم إجراء كشف سريع على الحالات المرضية.
وقال إن الأهالى أسهموا فى توفير أدوية من الصيدليات لمرضى السكر، ووفرنا 20 طن مياه شرب من مجلس مدينة النجيلة، وسط تعاون من مسئولى قسم الشرطة.
والتقت «الوطن» عدداً من المهاجرين المقبوض عليهم، وأكدوا أنهم نجوا من الموت بأعجوبة، موضحين أن مركباً آخر كان يسير بالقرب منهم وعلى متنه نحو 60 شخصاً من الصومال وجنوب أفريقيا، وغرقوا جميعاً أمام السواحل الليبية.
وأشاروا إلى أنهم عندما رأوا المركب الآخر يغرق أصروا على العودة إلى السواحل المصرية، أمام منطقة «المتانى» بمطروح، حيث تم القبض عليهم من جانب قوات حرس الحدود وتسليمهم إلى قسم شرطة النجيلة.
وقالت أفراح إبراهيم محمد، 34 عاماً، أرملة سودانية، وإحدى الناجيات من الحادث لـ«الوطن»: معى بنتان، وهاجرنا من السودان إلى مصر بحثاً عن عمل، وأقمت عند خالتى بمنطقة فيصل فى الجيزة لمدة 5 أيام بدون عمل، فقررنا الهجرة إلى إيطاليا، وركبنا المركب فى منطقة بعيدة عن القاهرة، وقالوا لنا الدفع بعدما تصلون إيطاليا، ولم يكن هناك أطعمة ولا مشروبات على المركب.
وتضيف وداد الطحل، 50 عاماً، من سوريا، وكانت تعمل مدرسة فى ريف دمشق، أن لديها 4 أبناء متزوجين، وجميعهم هرب من جحيم الموت بمنطقة الغوطة الشرقية، بعد حصار استمر 4 سنوات، الحرب فيها لم تتوقف ليل نهار.
واستطردت: فى 6 سبتمبر الحالى اتفقنا على الهجرة، على متن مركب من مصر إلى إيطاليا مقابل 2200 دولار لكل فرد، وكنا 4 أفراد، وبعد الاطمئنان على إحدى بناتى بتزويجها فى مصر، ركبنا المركب متجهين إلى إيطاليا، بعد أن حاولنا السفر مراراً وتكراراً إلى دول الخليج، خاصة السعودية والإمارات، لكنهما رفضتا التصريح لنا بالسفر.