كرة القدم المصرية وتاريخ من الأزمات السياسية
![كرة القدم المصرية وتاريخ من الأزمات السياسية](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/516_660.jpg)
ليست سوى كرة قدم جلدية يتقاذفها 22 فردا داخل مستطيل أخضر من أجل إمتاع المشاهد، لكنها تتسبب كثيرا في أزمات بين المشاهدين وبين الفرق، للحد الذي يدفع إلى إقامة حرب بين دولتين مثل ما حدث بعد لقاء الهندرواس والسلفادور في تصفيات كأس عام 1970، حيث اندلعت بينهما حرب استمرت فترة راح ضحيتها أكثر من 4 الآف فرد، بسبب تلك المباراة التي فازت فيها السلفادور 3-2، ومؤخراً في مصر، أزمة بورسعيد، التي جعلت الدماء تعرف الطريق إلى الملاعب المصرية، وأزمة بعثة الأهلي في مالي، تجعلنا نفتح صندوق الذكريات الكروية، لنتعرف على أهم الحوادث الكروية، التي تسبب في خلق أزمات:
- عام 2008، في الكاميرون، في مباراة كان الأهلي طرفا فيها، وعقب فوز الأهلي بالمباراة التي كانت نهائي دوري أبطال إفريقيا، والجماهير تحتفل في مطار جاروا، قامت السلطات الكاميرونية باحتجاز الطائرات هناك ورفضت إقلاعها، وتأخرت طائرة اللاعبين رغم أنها طائرة خاصة، ومكثت طائرة الجماهير سجينة لمدة يوم، وأعلن عماد سلام رئيس سلطة الطيران المدني المصرية عن إرسال احتجاج لنظيره الكاميروني ومثله لسفير الكاميرون بالقاهرة بشأن احتجاز الطائرتين المصريتين.
- عام 2009، في تونس، تحديداً في البطولة العربية، وفي مباراة جمعت بين فريقي الزمالك والصفاقسي التونسي. بدأت الأزمة بعد أن أطلق الحكم صافرة المباراة معلناً نهايتها، فما كان إلا أن حدث اشتباك أشبه بما يحدث في الشارع بين اللاعبين، إذ اشتبكوا بالأيدي والأرجل، وركض اللاعبون خلف بعضهم بعضا. وأعلن المسؤولون في تونس شجبهم للأزمة التي خلفها لاعبو الزمالك وقتذاك.
- عام 2009، في السودان، بعد أن اقترب أخيراً حلم التأهل إلى المونديال، وتبقت خطوة وحيدة في أم درمان، كان عثرتها منتخب الجزائر، ورغم أن المنتخب الجزائري هو الذي كسب المباراة، إلا أن حرب شوارع دارت في السودان من جماهير المنتخب الجزائري ضد المصريين، وتسبب الأمر في أزمة دبلوماسية عنيفة، لاسيما أن نجلي الرئيس السابق مبارك كانا ضمن أفراد البعثة، وخرج مبارك في خطاب خاص بالأزمة أمام مجلسي الشعب والشورى، واستدعى السفير المصري بالجزائر.
- عام 2011، في تونس ومصر، الأزمة في هذه المرة كانت متشابكة، في مباراة جمعت الزمالك والإفريقي التونسي، والبداية في تونس عندما نزل بعض من مشجعي الفريق التونسي إلى أرضية الملعب، وخرج مدير كرة الزمالك حينها إبراهيم حسن، ليهدد بحدوث الأمر ذاته في مصر. وحدث كما قال، وهجمت الجماهير البيضاء على ملعب إستاد القاهرة في ما يعرف بموقعة "الجلابية"، وكاد أن يتم الفتك بلاعبي الإفريقي، ونشوب أزمة دبلوماسية عنيفة، لولا أن تدخل بعض لاعبي الزمالك وقاموا بحماية زملائهم من بطش الجماهير.
- عام 2012، بعد مباراة بين الملعب المالي والأهلي، فاز فيها الملعب المالي بهدف نظيف منذ يومين، كان الوضع هادئاً، حتى انقلب الوضع في مالي لشبه ثورة، وحرب بالأسلحة بين جبهتين هناك، انعكست على فريق الأهلي، الذي حذرته السفارة المصرية في مالي حتى من مجرد التحرك من الفندق، وضرورة البقاء بداخله لأجل غير مسمى، حتى يتم حل الأزمة بشكل عام، حرصاً على حياتهم.