كفر الشيخ: دار مسنين فى قرية تحولت إلى مقلب قمامة
كفر الشيخ: دار مسنين فى قرية تحولت إلى مقلب قمامة
«الصحة» أزالت المستشفى لبناء دار مسنين
محفوفون بزراعات الأرز، يشعل الجد الواهن الحطب تحت إبريق الشاى، بينما يتآزر الأب وابنه فى غرس شتلات الزرع الجديد فى أرضهم المغمورة بالماء، الأسرة ثلاثية الأجيال تربطها روابط الريف المصرى الاجتماعية التى لا يفرط فيها الأبناء فى آبائهم المسنين إلا نادراً، ومع ذلك، فقد بنت وزارة الصحة مبنى لرعاية كبار السن (دار مسنين) فى قرية الحمراء التابعة لمحافظة كفر الشيخ فظلت منذ بنائها مهجورة دون استغلال.
الأهالى: «مانعرفش الصحة أنشأت الدار ليه.. إحنا قرية ريفية العجوز فيها مش بيفارق عياله إلا على القبر»
فى منتصف الخمسينات، كان المرضى يجولون بين طرقات المستشفى الذى بُنى فى قلب قرية الحمراء، مبنى يفد إليه يومياً مرضى كثيرون للاستشفاء من أمراض مختلفة، قبل أن تقرر وزارة الصحة إزالته لبناء دار المسنين، مستفيدة من منحة أجنبية لدور المسنين، فوقع الاختيار على قرية الحمراء، التى تتوسط دلتا النيل تماماً، وبها مساحة رأت الوزارة أنها غير مستغلة.
مصير دار المسنين المهجور مجهول لدى سكان القرية، ومنهم محسن قاسم الذى يقول: «مانعرفش هل وزارة الصحة سلمتها للشئون الاجتماعية ولا لأ، لأن من وقت للتانى مسئولين بيزوروها ويمشوا، وأصلاً محدش يعرف لأى سبب بنوا دار مسنين فى قرية ريفية العجوز فيها مش بيفارق عياله إلا على القبر»، لكن تلك الزيارات المتكررة لم تضع حداً فاصلاً للمبنى غير المستغل الذى بُنى على مساحة فعلية تجاوز الألف و250 متراً، «ويضم 3 أدوار، الدور الأرضى إدارى فيه خدمات مطعم ومطبخ واستراحة للمسنين نزلاء الدار، ودورين سكنيين كل دور فيه 26 غرفة بحمام، يعنى إجمالى 52 غرفة فى الدورين».
أكوام من القمامة فى كل جانب من المبنى غير المأهول بالسكان، الذى أنفقت الحكومة ملايين الجنيهات على إنشائه، ليبقى على حاله، على بعد خطوات قليلة من تجهيزه واستخدامه، لذا خاطب محسن قاسم، القاطن فى القرية، مدير مديرية الصحة فى كفر الشيخ، خلال مجلس المدينة التى تتبعها القرية «لكن لم ترد الجهات المسئولة» يضيف «قاسم».
لكن المساحة المهجورة، بحسب سكان قرية الحمراء فى كفر الشيخ، تتعدى المبنى المتروك منذ 2008، فمبنى دار المسنين يقع ضمن مساحة أكبر تابعة لوزارة الصحة، تبلغ 14 ألفاً و700 متر، واقعة على طريق رئيسى فى كفر الشيخ يمر بالقرية، وكانت هذه المساحة فيما مضى مشغولة بمستشفى عام يشمل جميع التخصصات، يضم حديقة للمرضى والزوار، ومحرقة للنفايات الطبية، لكن قرار الوزارة فى مطلع الألفية الجديدة قضى بهدم ذلك المستشفى.