من صفحات "الجورنالجي".. "هيكل" متهما بإهانة الذات الملكية
محمد حسنين هيكل
"إيران فوق البركان"، عنوان أول مؤلف للكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل، وهو توثيق لمجموعة من التحقيقات الصحفية، غطى فيها "الأستاذ" الأحداث التي شهدتها إيران عام 1951، عندما أممت فيه حكومة "محمد مصدّق" صناعة البترول في إيران، وتمردت على الشاه رضا بهلوي، ما دفع زوج ابنه الشاه الجنرال زاهدي إلى تدبير انقلاب ضد "مصدّق"، وإعادة الشاه إلى الحكم، بعد ما كان قد هرب إلى روما.
ولم يكن "إيران فوق البركان" أول كتاب فقط لـ"الجورنالجي"، وإنما أول محاكمة له في عالم الصحافة، حيث مثل فيها أمام القضاء بتهمة "العيب في الذات الملكية"، تلك التهمة المستمرة حتى عصرنا الحالي، ولكن في أشكال أخرى، وأشأر إليها الكاتب الصحفي سمير صبحي في مؤلفه "الجورنالجي.. محمد حسنين هيكل النشأة والصراع".
ويقول "صبحي" في الصفحة "40" من كتابه عن هذه المحاكمة، التي بدأت عام 1951: "وفي هذا الكتاب أورد هيكل المناقشات التي جرت في البرلمان الإيراني، والتي تتضمن تهجمًا شديدًا على الشاه.. فاعتبر الكتاب عيبًا في الذات الملكية، على اعتبار أنه يسيء لكل الملوك بما بينهم الملك فاروق، ولذلك قدم هيكل للمحاكمة".
ثورة 23 يوليو، جاءت لتنقذ "هيكل" من السجن، كما يحكي "الجورنالجي" في صفحاته، "قامت ثورة 23 يوليو سنة 1952 وأطاحت بالملك فاروق.. وفي أول جلسة بعد الثورة، نظر القاضي في التهمة وتعجب وشطب القضية".