كمن يعرض بضاعته، احتل محمد محمد مرسى عيسى العياط موقعه بين 13 مرشحا، تباروا فى تقديم الوعود للفوز بلقب «أول رئيس منتخب»، مرة ببيانات وأخرى بمؤتمرات دعائية وثالثة بحوارات تليفزيونية وصحفية
على ناصية أحد شوارع شبرا، فى منطقة كانت مقراً لاشتباكات بين عائلتين، أمام «فرشة» الملابس؛ وقف «عمر محمد» مستنداً على ذلك «الاستاند» الحديدى، يُنادى على بضاعته والخوف يتسلل لنفسه، وعيناه ترقبان الذاهب والرائح.
طابور طويل يصطفّ، كلاكسات أكسبت المشهد تناغما مُزعجاً، أدخنة السيارات لبّدته غيوماً، رائحة الوقود تزكم الأنوف، عرق يتصبب من جبهات المنتظرين، يترقبون بأعينهم الثاقبة كل حركة للأمام، السباب واللعان يبدأ
«أسمع كلامك أصدقك، أشوف أمورك أستعجب» مثل شعبى بألف مما تعدون، تبدأ به فاطمة خفاجى، مدير مكتب الشكاوى فى المجلس القومى للمرأة، حديثها عن وعود الدكتور محمد مرسى التى وصفتها بـ«الزائفة».
المكان جامعة القاهرة، الزمان قبل 4 سنوات من الآن، على عكازين كان يسير «عمرو درويش» الذى كان يبلغ من العمر وقتها 20 عاماً، بجوار كلية التجارة مكان دراسته، لافتة جذبت عينيه «مسرح الكلية»، الأبواب مفتوحة، والحلم الذى طمسته إعاقته منذ الطفولة
«أتعهد بإسقاط ديون الفلاحين، وإعادة زراعة القطن طويل التيلة، وشرائه من الفلاح بالسعر العالمى، وعودة مغازل القطن طويل التيلة للعمل».. قالها «مرسى» قبل انتخابه رئيساً.
قميص أزرق اللون، على جانبه الأيسر «فتحة» محترقة أطرافها وتشير إلى مكان القلب، هى كل ما تبقى من شاب يبلغ 18 عاماً، فمنذ أكثر من عامين كان الشاب متجها إلى عمله، وتلقى رصاصة فى «جمعة الغضب» أودت بحياته، «ومن ساعتها حقه مجاش» تقول والدة الشهيد إبراهيم سمير سعدون.
«أتعهد بالعمل على الانتهاء من إعادة تشكيل الجمعية التأسيسية على أن تكون ممثلة لجميع أطياف المجتمع والجماعة الوطنية، والعمل على التسريع من الانتهاء من الدستور فور إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية دون التدخل فى شئون البرلمان».. كلمات أطلقها الرئيس محمد مرسى ضمن وعوده الانتخابية.
لوحة لرجل وامرأة يقفان أسفل شجرة تحمل ثمرة التفاح، أمامهما يقف رجل يخرج من ظهره أجنحة ملائكية، تدل على رحيله «ما هو لو كنتوا قولتم نعم زى حالاتى مكنتوش خرجتوا من الجنة، معلش الدنيا حظوظ يا والدى»
انتهت الانتخابات، وجاءت الصناديق به رئيساً منتخباً لمصر، ليصبح أول حاكم مدنى يحكمها، بعد تناوب العسكريين على كرسيها، مستشارون من مختلف القوى السياسية والفكرية عُينوا، وكانت من بينهم الكاتبة الصحفية سكينة فؤاد، التى قبلت المنصب لمصلحة البلاد
كلمة السر: «مؤتمر فيرمونت».. يقولها الدكتور أحمد البرعى، الأمين العام لجبهة الإنقاذ الوطنى ووزير القوى العاملة الأسبق، مذكّراً بالوعد الذى قطعه الرئيس محمد مرسى على نفسه، قائلاً «أتعهد بتشكيل حكومة ائتلافية موسعة من القوى الوطنية المختلفة والكفاءات».
يرفض جورج إسحاق، عضو جبهة الإنقاذ الوطنى، التمييز بين الأقباط والمسلمين، فالثورة زرعت اليقين وبددت الشك فى وجود تفرقة بين المصريين، المسيحيون كانوا يحمون بالصلبان المدقوقة فى أيديهم المصلين فى جمعة الغضب، حيث تشابكت الأيدى، وترابط الهلال مع الصليب حتى نخر الإصلاح فى نظام فاسد قبع على سدة الحكم أكثر من 30 سنة.
أعدوا عدتهم، جمعوا صفوفهم، نفّثوا عما بداخلهم من غضب، قرروا توحيد أنفسهم للمرة الأولى فى وجه الرئيس محمد مرسى، بعدما نقض وعده لهم: «أتعهد بألا ينتقص حق من حقوق رجال الشرطة المادية والعينية فى عهدى»
على «موتوسيكل» صينى ذهب هو و2 من أصدقائه صوب محطة الوقود القريبة من مكتب الإرشاد الرئيسى لتنظيم الإخوان فى المقطم، استوقفهم مجموعة من الملتحين: «رايحين فين؟»، رد عليهم «وحيد محمد»: «رايح البنزينة»، نظر أعضاء الجماعة إلى بعضهم البعض ولم يصدقوا الشاب الذى لم يبلغ الـ30 من عمره