نقاد: «ساعة ونص» أفضل الأعمال تجارياً.. و«هرج ومرج» و«الخروج للنهار» الأفضل فنياً
تم عرض عدد قليل من الأفلام فى هذا العام نظرا للأحوال السياسية التى مرت بمصر هذه السنة، وبعد هروب عدد كبير من نجوم السينما إلى التليفزيون.
يقول الناقد طارق الشناوى: إن أهم فيلم تجارى فى هذا العام هو «ساعة ونص»، وبرر ذلك قائلا: «الأسباب متعلقة ببنائه الدرامى، واستطاعته أن يطرح عددا من مشكلات مصر فى زمن رحلة القطار، وكأنه يعزف على النغمات التى يعيشها الوطن، بالرغم من أنه كُتب قبل الثورة، إضافة إلى أنه كان هناك وهج فى أداء الممثلين، أمثال: ماجد الكدوانى وفتحى عبدالوهاب وسوسن بدر ويسرا اللوزى».
وأضاف «الشناوى»: أما على المستوى الفنى ومستوى الإيرادات فقد تراجع عام 2012، وذلك إذا نظرنا فقط للأفلام المعروضة تجارياً، أما بالنسبة للأفلام التى أُنتجت عام 2012 ولم تعرض تجارياً، لكنها شاركت فى مهرجانات دولية وهى: «عشم»، و«الخروج للنهار»، و«هرج ومرج»، و«الشتا اللى فات»، فهى تمثل نبضا آخر حظى بجوائز عديدة فى المهرجانات، ومثل مصر بشكل مشرف، وننتظر أن يجد صدى جيدا عند عرضه على الجمهور المصرى عام 2013.
ويشير «الشناوى» إلى أن «الصورة لم تكن سيئة تماماً؛ فهناك جانب آخر من السينما لم يرَه الجمهور، ومن المنتظر أن يعرض فى العام الجديد، وهناك أمل للسينما المستقلة التى من المؤكد أنها ستجد لها رواجاً، بالإضافة لأفلام مخرجين كبار مثل داوود عبدالسيد ومحمد خان من المقرر أن تعرض».
ويوافق الناقد رامى عبدالرازق رأى طارق الشناوى، ويرى أن فيلم «ساعة ونص» من أهم الأفلام التى عُرضت فى مصر؛ لأنه تجربة جادة بمعنى أن صناعها حاولوا أن يقدموا شيئا جيدا ودقيقا ومتقنا من ورائها؛ فهو ليس فيلما مصنوعا باستسهال ولا مصنوعا لأغراض الاستهلاك التجارى المعتادة، وفى نفس الوقت على مستوى النوع هو مختلف عن الأنواع السائدة طوال العام التى يحتلها بشكل عام النوع الكوميدى، ويليه الأكشن ثم التراجيديا الاجتماعية التى ينتمى إليها «ساعة ونص» وفى ذيل القائمة الفيلم السياسى «بعد الموقعة».
ويرى «عبدالرازق» أن «سينما 2012 امتداد لحالة الانحدار العام فى مستوى الإنتاج السينمائى، وقامت بترسيخ قناعات أكيدة عن هبوط الذوق العام للمتلقى وغياب المنتج صاحب المشروع الفنى الجاد، وانفراد المنتجين أصحاب التوجهات التجارية البحتة والقادرين على التعامل مع الفيلم السينمائى من منطلق البضاعة قليلة التكلفة التى يمكن أن تحقق ربحا كبيرا عبر التوجه لشرائح معينة من الجمهور وبأسلوب يخاطب الحد الأدنى من المشاعر والعقل».
وبشكل عام يرى «عبدالرازق» أن «هناك أملا فى ظهور بعض التجارب والمشاريع الجادة فى حال تم التعاون بين شركات التوزيع الكبرى وأصحاب هذه المشاريع على مستوى الدعاية وإتاحة الفرصة الحقيقية للعرض، أما غير ذلك فسوف تستمر حالة التردى وستتوقف الصناعة إلا عن إنتاج أفلام المقاولات ماركة 2000، وهو نفس ما حدث خلال انتكاسة سنوات الثمانينات فى السينما».
وعن مخاوف صناع السينما من الإسلام السياسى وتأثيره على الفن، يرى «عبدالرازق» أنه حتى الآن نستطيع أن نقول إن التيار الإسلامى لم يصطدم بشكل مباشر مع عملية الإنتاج الفنى، وكل التردى الحاصل هو نتيجة لآفات الإنتاج السينمائى المتأصلة فى الصناعة منذ سنوات.
أما الناقد عصام زكريا فلا يرى أن «هناك فيلما تجاريا مهما تم عرضه فى 2012، لكن هناك فيلمين مهمين مثّلا مصر فى المهرجانات وهما: «الخروج للنهار» و«هرج ومرج»؛ لأنهما ببساطة فيلمان فنيان، أما الأفلام التجارية فهى مجرد تكرار وإنتاج مستهلك لما تم تقديمه فى الأعوام السابقة، ولم يكن هناك شىء مميز هذا العام، وبالتالى لم تكن هناك أفلام مصنوعة بشكل سينمائى جيد إلا فيلم «المصلحة» الذى قدم بشكل تجارى ولكنه حرفى وجيد على المستوى التقنى.
ويرى «زكريا» أن الأوضاع السياسية فى مصر كان لها أثر كبير على السينما وصناعتها، وكان من الطبيعى أن يخاف المنتجون من المغامرة فى ظل هذه الأوضاع، ومن ثم التكهن بما يريد الجمهور مشاهدته، فهناك ارتباك فى التوجه أو البوصلة التى سيختار على أساسها المنتجون الموضوعات التى سيقدمونها، وهل ما يحتاجه الجمهور فى هذا الوقت هى الأفلام الترفيهية أم أفلام عن الثورة أم أفلام تجامل الإخوان المسلمين؟ فالمشكلة لا تكمن فيما قدمته السينما المصرية عام 2012، لكن المشكلة هى أننا نقف فى مفترق طرق فى جميع المجالات، والفن أبرزها، فإما أن يقاوم الفنانون الفاشية والتردى وإما أن يدخل فى نفق مظلم، وفى هذه الحالة ستضمر صناعة السينما، والخلاصة أن هناك ثلاثة اختيارات أمام صناع السينما، وهى: سحب أموالهم من البنوك ومغادرة البلاد، أو صناعة أفلام تجامل التيار الإسلامى، أو المقاومة والنهوض بالفن والسينما.