أردوغان: سوريا يرأسها "إرهابي" يقتل الشعب بـ"البراميل المتفجرة"
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضرورة مكافحة المذهبية بشكل مشترك كشرط لتحقيق السلام، مشدداً على أن مواجهة الإرهاب لا تنجح إلا بالوقوف بشكل جماعي ضد العنصرية.
وفي السياق ذاته، أشار أردوغان إلى أن سوريا تشهد إرهاب دولة، يقف على رأس سلطتها إرهابي يقتل الشعب بالبراميل المتفجرة والمدافع والدبابات، متسائلاً: "أليس من يفرشون السجاد الأحمر لأولئك ويستقبلونهم ويقدمون السلاح، والأموال لهم يحملون المسؤولية أيضاً؟".
وانتقد الرئيس التركي صمت العالم إزاء حالات الغرق في مياه البحار أثناء عمليات الهجرة غير الشرعية، قائلاً: "أكثر لحظة آلمتنا، عندما وصل جثمان الطفل إيلان إلى الشاطئ بدأ العالم في التساؤل: "ماذا نفعل؟، أين كان هؤلاء قبل وصول جثمان إيلان إلى الشاطئ؟ الناس في سوريا يموتون منذ 6 أعوام؟".
جاء ذلك في كلمة له خلال افتتاح المنتدى العالمي السابع لتحالف الحضارات في العاصمة الأذرية باكو، حيث قال أردوغان: "إننا مرغمون على إظهار المحبة لكل البشر والتعامل معهم دون النظر إلى عرقهم أو التمييز بينهم بحسب ألوان بشرتهم، إذ أن ذلك هو الأساس لإحلال السلام في العالم".
وحول مبادرة الأمم المتحدة لتحالف الحضارات، أكد أردوغان ضرورة أن يقبل الجميع أن المجتمع الدولي لا يزال بعيداً كل البعد عن تحقيق الأهداف التي أنشئ من أجلها التحالف، رغم النجاح الذي حققه.
وذكر أردوغان أن أسس التحالف وضعت قبل 11 عاماً، وأنه نما وتعزز منذ تأسيسه، مبيناً أن أكثر من 140 بلداً دعمت المبادرة، التي باتت إحدى أهم المبادرات في الأمم المتحدة.
وأعرب أردوغان عن أسفه لعدم تجاوز العالم حتى الآن الأحكام المسبقة الراسخة، والمفاهيم التي تفرق الناس وفقاً لمعتقداتهم وجذورهم وثقافتهم، والتي كانت سبباً لتشكيل التحالف، مضيفاً: "لم نتمكن من إظهار مكافحة كاملة ومشتركة وحازمة منتظرة حيال التيارات المتطرفة، والإرهاب الذي غذّته تلك التيارات".
وشدد أردوغان على أن الإرهاب لا مكان له في الدين الإسلامي الذي يدعو اسمه للسلام، مشيراً إلى عدم وجود أي صلة لا من قريب ولا من بعيد بين تنظيمات ظهرت باسم الدين الإسلامي مثل "داعش"، بالإسلام.
ونوه أردوغان بأن المجتمع الدولي فشل في تحويل الألم الذي سببته التفجيرات في سوريا والعراق ونيجيريا وفرنسا وباكستان وتركيا وبلجيكا إلى وقفة وكلمة وعمل مشترك، فضلاً عن الفشل في إيجاد حلول للصراعات السياسية التي تخلف العنف والظلم وعدم المساواة.
كما لفت الرئيس التركي إلى فشل التحالف في تشكيل فهم مشترك بخصوص ترسيخ ثقافة التصالح بدل الاستقطاب، قائلاً: "نعيش في عالم اضطر فيه 60 مليون إنسان إلى مغادرة منازلهم جراء الاشتباكات في بلدانهم، حيث يشكل الأطفال والنساء القسم الأكبر من أولئك الأبرياء الذين خرج جزء منهم في رحلة أمل انتهت بمأساة أكبر في مياه البحار المظلمة".
وأفاد أردوغان بأن التنظيمات التي تدعي ارتكابها للأعمال الإرهابية باسم الإسلام، ارتكبوا أكبر المجازر بحق المسلمين، وأضاف: "أن الشبكات الإرهابية تدمر بأيديها ميراث حضاري يعود لآلاف الأعوام، حيث تُدمر المدن القديمة، كما أن عداوة الأجانب، وظاهرة الإسلاموفوبيا انتشرت بشكل سريع في البلدان الغربية، خاصة جراء التصور الذي خلقته تلك التنظيمات الإرهابية".
وعقب مشاركته في المنتدى غادر أردوغان أذربيجان متوجهاً إلى العاصمة الكرواتية زغرب، حيث من المنتظر أن يلتقي نظيرته الكرواتية "كوليندا غرابار كيتاروفيتش" لإجراء محادثات رسمية.