واحة «المغرة».. «شقا السنين» تحت جرافات الإزالة
واحة «المغرة».. «شقا السنين» تحت جرافات الإزالة
بزهوٍ شديد بدأ فايز فراج، الحديث عن شجيرات الزيتون، التى غرسها منذ قدومه إلى واحة «المغرة» شمال شرق منخفض القطارة قبل 6 سنوات لاستصلاح الصحراء، واليوم يجنى ما كسبت يداه بعد أن طرحت الأرض ثمارها للمرة الأولى، ولكن سرعان ما تبدل ذلك الفخر حسرة وألماً، حينما تقع عيناه على ما أصاب مزرعته من عمليات إزالة، أكلت الأخضر واليابس، دمرت المبانى واقتلعت الأشجار ودهست الثمار، وذلك لتمهيد الطريق لمشروع المليون ونصف المليون فدان، والذى وضعت تلك الواحة ضمن أراضيه المستهدف استصلاحها.
يعيش مزارعو واحة «المغرة» بالعلمين بمحافظة مطروح حالة من الحسرة على السنوات التى قضوها فى استصلاح تلك الصحراء القفر، قبل أن تدكها الجرافات وتقتل شجيراتها الصغيرة، لاستصلاحها من جديد ضمن مشروع الـ1.5 مليون فدان الذى أطلقه الرئيس عبدالفتاح السيسى، حيث وضعوا مستصلحى الأرض والمستثمرين العاملين بالمنطقة ضمن المتعدين على أراضى المشروع القومى، رغم شروعهم فى تقنين أوضاعهم منذ عدة سنوات، ودفع مبالغ مالية من تحت حساب ثمن الأرض لوزارة الزراعة، ولكن الحكومة «ودن من طين وأخرى من عجين»، كما يقول «فراج».
يضرب الرجل المقبل من مدينة دمنهور كفاً بآخر، بعدما باع كل ما يمتلك من أراضٍ زراعية خصبة ورثها عن أجداده ليستصلح الصحراء، ثم يغمد يده فى جيب جلبابه الرمادى ليخرج ورقة حيازة زراعية، حصل عليها من هيئة التعمير والتنمية الزراعية، بعدما تقدم لتسوية وضع مزرعته فى عام 2011، وحصل على أوراق تقنين وضع مبدئى، ودفع الرسوم المطلوبة، التى يقدرها بـ60 ألف جنيه، ولكن رغم كل ذلك ما زالت الدولة تضعه ضمن المتعدين على أراضى الدولة، لتدمر مزرعته «وشقا السنين» بجرافتها دون هوادة.. «الوطن» ترصد فى هذا التحقيق الميدانى قصة مستصلحى أرض واحة المغرة، وحقيقة ما تعرضوا له، وأيضاً رد وزارة الزراعة على قانونية انتفاع هؤلاء المزارعين بهذه الأراضى قبل بدء مشروع المليون ونصف المليون فدان.