رئيس وزراء تركيا يناقش مع زعيمي حزبين معارضين مراسيم حالة الطوارئ
صورة أرشيفية
قال رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، إنه وضع كمال قليجدار أوغلو، زعيم حزب الشعب الجمهوري (المعارض)، بصورة المراسيم التي أصدرتها الحكومة منذ بداية تطبيق حالة الطوارئ.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده رئيس الوزراء التركي، أمس الإثنين، مع زعيم أكبر أحزاب المعارضة، بمقر حزب الشعب الجمهوري في العاصمة التركية أنقرة.
وفيما يتعلق بموضوع التعديلات الدستورية، أوضح يلدريم، أنه تم الاتفاق مع قليجدار أوغلو، على اعتماد خطة عمل تلقى توافق بين الأحزاب، وتشمل تعديلات على بعض المواد الملحة، وأن اجتماع اليوم تناول بعض تلك المواد وجرى النقاش حولها.
من جهته، وصف زعيم "الشعب الجمهوري" الاجتماع بـ "المثمر للغاية"، وقال: "عرضنا على رئيس الوزراء جملة أفكار ومخاوف تتعلق بتطبيق بعض المراسيم الصادرة عن الحكومة في إطار حالة الطوارئ".
وأشار إلى أن يلدريم أبدى اهتمامًا ملحوظًا بالأفكار المشار إليها، وأن الجانبين سيواصلان لقاءاتهما في الفترة المقبلة.
إلى ذلك، علم مراسل الأناضول من مصادر داخل الحزب، أن قليجدار أوغلو عقد اجتماعًا مع أعضاء اللجنة المركزية في الحزب، بعد مغادرة رئيس الوزراء للمقر، من أجل تقييم الاجتماع.
وفي سياق متصل، عقد رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، اجتماعًا مع زعيم حزب الحركة القومية التركية، دولت باهجه لي، في مكتب الأخير بالبرلمان التركي (أنقرة).
وقال يلدريم خلال الاجتماع، إن الغرض من المراسيم التي تصدرها الحكومة في ظل قانون الطوارئ الذي أقره البرلمان منتصف يوليو الماضي، هو القضاء على مخاطر أي محاولة انقلابية مستقبلية، وتطبيع الحياة السياسية.
وأوضح رئيس الوزراء أن تركيا عادت ليلة 15 يوليو الماضي، من شفا كارثة كبرى إثر المحاولة الانقلابية التي جرت، وأن ذلك جاء بفضل تمسك الشعب بالإرادة السياسية والديمقراطية؛ ووقوف رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان، والحكومة ورؤساء أحزاب المعارضة وعلى رأسهم حزب الحركة القومية، دولت باهجه لي، وحزب الشعب الجمهوري، كمال قليجدار أوغلو، وبحزم إلى جانب الإرادة الوطنية.
من جهته، قال باهجه لي خلال الاجتماع، تعقيبًا على إعلان الرئيس التركي عن سحب كافة الدعاوى بحق كل من أساء لشخصه، وعفوه عنهم لمرة واحدة فقط، "بالنظر إلى التطورات التي شهدتها تركيا المحاولة الانقلابية الفاشلة فإن تلك المبادرة تصب في مصلحة عملية تطبيع الحياة السياسية وتنعكس إيجابيًا على التعاون بين الأحزاب ووتساهم في إذكاء روح الوحدة والتضامن وإرساء نهج جيد، لذا أنا أشكره".
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف يوليو الماضي، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة "فتح الله كولن" (الكيان الموازي) الإرهابية، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول (شمال غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها، وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة.
وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية؛ إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن؛ ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب، ما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.