«تكدير السلم العام».. تهمة جاهزة لتكميم أفواه المعارضة
«تكدير السلم العام» تهمة كل نظام لتكميم أفواه الإعلاميين والصحفيين والنشطاء السياسيين المعارضين للرئيس محمد مرسى وجماعة الإخوان ونظامهم السياسى، تأتى هذه التهمة فى صُحف الدعاوى بثلاث صياغات «تهديد الأمن العام.. تكدير السلم العام.. والإضرار بالأمن القومى».
الوسط الإعلامى ناله النصيب الأكبر من هذا الاتهام الذى كان يوجّهه النظام السابق إلى النشطاء السياسيين. الإعلاميون يوسف الحسينى وباسم يوسف وجابر القرموطى هم ضحايا التهمة الإخوانية.. فـ«الحسينى» و«القرموطى» تمت إحالتهما إلى نيابة أمن الدولة.. والإعلامى الساخر باسم يوسف تم التحقيق معه بدار القضاء العالى بطريقة التحقيق مع علاء عبدالفتاح -الناشط السياسى- الصادر ضده قرار ضبط وإحضار بتهمة الإضرار بالأمن العام أيضاً، وفى مظاهرات حركة «6 أبريل» أمام منزل وزير الداخلية، تم القبض على 4 أعضاء من الحركة ووجهت إليهم التهمة نفسها.. يتساءل الإعلامى جابر القرموطى: «أنا مش عارف همّا بيوجهوا التهمة دى للإعلاميين على أساس إيه؟».
يؤكد «القرموطى» أن تكدير السلم العام تهمة جاهزة لكل صوت معارض يعلو فى وجه نظام الإخوان «بيشتكوا بيها كل من هو معارض أو معترض على سياسات وقرارات الجماعة ورئيسهم»، يقول «القرموطى»: «همّا مشغولين بحاجات غريبة وسايبين البلد يخرب»، مؤكداً أن الملاحقات القضائية للإعلاميين والصحفيين والسياسيين تعد تقييداً للحريات فى البلد «رسالة لكل واحد بتقوله إنت معانا ولا ضدنا ونشتكيك؟».
د. عبدالله المغازى الفقيه الدستورى، يقول لا يوجد فى دولة تحترم الحقوق والحريات ما يُسمى بتكدير الصفو العام.
«المغازى» يؤكد أن القانون لا يعرف اتهاماً أو وصفاً جنائياً باسم الإخلال أو تكدير السلم العام، «دى اختراعات النظم الديكتاتورية لمواجهة السياسيين والمعارضين»، منتقداً توجيه هذا الاتهام إلى الإعلاميين والصحفيين «كل الصحفيين والإعلاميين فى العالم يتحدثون كيفما يشاءون طالما فى حدود النقد المباح».. المتحدث باسم حزب الوفد يوضح أن كل قضايا تهديد الأمن والسلم العام سيُحكم فيها بالبراءة «الدساتير ما زالت حبراً على ورق، لكن القضاء المصرى بخير».