"توديز زمان": الإنقلاب القضائي العسكري في مصر يكرر أخطاء تركيا
فى صحيفة توديز زمان التركية ركز أكثر من كاتب على أوجه التشابه بين ما يجري فى مصر وما حدث في تركيا خلال السنوات الماضية، فتحت عنوان "انقلاب قضائي فى مصر" كتب جوست لاجنديك أن هناك تشابها مثيرا للاهتمام بين التطورات الأخيرة فى مصر وأحداث 28 فبراير 1997 فى تركيا عندما قرر الجيش التركي الإطاحة بنجم الدين أربكان وحزبه باعتباره حزبا أصوليا يمثل تهديدا للعلمانية التركية.
وتمتد أوجه التشابه إلى ما حدث فى تركيا قبل عام 2009 عندما قررت المحكمة الدستورية والجيش إحباط مساعي حزب العدالة والتنمية فى الإصلاح والتغيير، مما أدى لاحقا إلى انهيار نفوذ الجيش والقضاء اللذين كان يمثلان أهم أعمدة الدولة العميقة (النظام القديم)، واختتم الكاتب مقاله بالتأكيد على أن الدولة العميقة فى مصر – مثل تركيا- لن تستطيع أن تعيد "الجني" داخل الزجاجة ولن تستطيع إيقاف قطار التغيير، وكل ما تستطيع عمله هو عرقلة العملية الديمقراطية ومساعي التحديث قليلا وهذا ما يحدث فى مصر الآن.
أما جمالى أونال، فكتب في الصحيفة نفسها تحت عنوان "أردوغان 2002 ومرسى 2012" أن الأجواء في مصر تعيد للأذهان ما حدث في تركيا قبيل الانتخابات البرلمانية عام 2002، وقتها تسابقت وسائل الإعلام التركية على نشر توقعات مرعبة إذا فاز حزب أردوغان الإسلامي، وحذرت من أن تركيا تحت قيادته ستتحول إلى إيران أو سعودية أخرى، وستعود لعصور الظلام، حيث تجبر النساء على ارتداء الحجاب وتمنع الخمور ويهرب المستثمرون وتعود الخلافة، لكن حزب العدالة والتنمية فاز ولم تتحقق أي من هذه المخاوف، بل أصبحت تركيا أكثر ديمقراطية وشفافية وليبرالية والتزاما بحقوق الانسان.
وعلى عكس كل ما يقال في مصر الآن، إذا فاز مرسى فلن تدخل البلاد في عصور الظلام، ولن يضار الأقباط، ولن يتعثر الاقتصاد، وإذا فاز شفيق فلن يعود نظام مبارك، فهذه مخاوف وهمية لأن النظم الديمقراطية ليست مثل النظم الديكتاتورية، وكل رئيس يفكر في الانتخابات القادمة، وعلى الجيش والقضاء ألا يتدخلا في عملية التغيير الجارية حتى لا تعانى مصر كما عانت تركيا من فترة انتقالية طويلة ومضطربة.