باعة غزل البنات والتمر هندى: «السكر غلى وأنا أحلى بإيه»
«إبراهيم» بائع غزل البنات
مهن بسيطة لكنها تعتمد على السكر بشكل أساسى، ووجود السكر ليس متاحاً أمامهم طوال الوقت وإن وُجد فأسعاره مرتفعة، مقارنة بالأسعار الزهيدة التى يبيعون بها بضائعهم، باعة غزل البنات وعصير القصب والتمر هندى الجوالون، أصبحوا يعانون كثيراً فى عملهم بسبب أزمة السكر، فارتفاع أسعاره جعل هامش ربحهم محدوداً، خصوصاً أنهم يبيعون منتجاً لا يزيد على جنيه واحد، سواء كوب العصير أو كيس غزل البنات.
«إبراهيم»: بابيع الكيس بجنيه لا قادر أغليه ولا قادر أصغر حجمه عشان زباينى كلهم أطفال.. و«أحمد وعادل»: طول النهار نلف على الفاضى.. من يوم السكر ما غلى وإحنا مكسبنا قل
محمود إبراهيم يقف فى منتصف إحدى حوارى الجيزة، أمام عربته التى لم يُغيرها منذ 30 عاماً، يُحرك يديه بطريقة دائرية من أجل إنتاج غزل البنات، يتوقف لحظات من أجل إراحة يديه، لكن ذهنه لا يرتاح، يُفكر دائماً فى كيفية تطوير عمله ليُحقق مكسباً يكفيه: «السكر كان بأربعة جنيه، دلوقتى بـ13، والأكياس بقى الكيلو بـ27 جنيه، أنا مش عارف أغلى كيس غزل البنات علشان الحياة تمشى، أحسن ما أقعد خالص».
لم يفكر «إبراهيم» فى تصغير حجم الكيس ولا تقليل محتواه: «من جهة الخسارة، باتعرض لخسارة جامدة، بس لازم أبيع بنفس السعر، علشان الناس تشترى، اللى بيشتروا منى أطفال كل اللى معاهم جنيه»، يفكر الرجل الستينى طوال سيره فى أولاده الأربعة، يتمنى سعادتهم كما يحلم بانخفاض سعر السكر، لتحلو أيامه كما كانت قبل ارتفاع أسعاره.
أحمد وعادل محمد فهمى، شقيقان كانا يسيران معاً فى قرية شبرامنت فى الجيزة، كل منهما يحمل إبريقاً نحاسياً، حمل ثقيل حول خصرى الشقيقين، لكنهما يتحمّلان السير به منذ مجيئهما من سوهاج إلى القاهرة للعمل، قبل ارتفاع أسعار السكر كان مكسبهما وفيراً، ضاع نصفه تقريباً مع موجة ارتفاع الأسعار وحسب «أحمد»: «من زمان واحنا شايلين الحمل التقيل على كتفنا، وفوق دماغنا شايلين هموم الدنيا، طول النهار بنلف، لحد ما دماغنا بتصدع».
كوب تمر هندى يساوى جنيهاً واحداً فقط، أما الأصغر فيساوى نصف جنيه، لم يرفعا السعر رغم غلاء السكر: «غلاء السكر قصر معانا، لكن تسعيرتى هى هى، ماغليتش علشان حاسس بظروف الناس اللى قدامى، ساعات أخسر الطاق طاقين، وساعات أطلع بـ10 أو 20 جنيه بس فى اليوم». كل منهما يحاول توفير مصاريف أبنائه: «باشتغل علشان مدارس اولادى، ولقمة عيشهم»، أما «عادل» فيشكو من آلام ظهره فى نهاية كل يوم ماعرفش أنام منه، من اللف والشيل، وتعبان كمان من السكر اللى ساعات مش بنلاقيه».
الأخوان أحمد وعادل بائعا التمر هندى