الرباط: الصحة الإنجابية جزء لا يتجزأ من استدامة التنمية
صورة أرشيفية
تحدثت الدكتورة مها الرباط وزير الصحة الأسبق، خلال مؤتمر المجلس القومي للسكان، عن مدى استعداد النظم الصحية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وقالت إن هناك تغيرات في الاحتياجات المصرية نتيجة التغيرات الاقتصادية والاجتماعية، والتركيبة السكانية أيضا، والتي تستنفذ كل مواردها، مشيرة إلى أن الزيادة على الطلب لتوفير الإصلاحات أحدث بعض الانحرافات التي تتعلق بالمسار الصحي.
وأضافت أن الصحة الإنجابية جزء لا يتجزأ من استدامة التنمية، ويجب توافر الخدمات وأماكن توفير الخدمة، ويُعتبر الهدف الثالث من أهداف التنمية به نقاط كثيرة ترتبط جميعها بالصحة، وتحقيق لتغطية الشاملة.
وتابعت قائلة إن الوحدات الصحية في مصر عددها 5400 وحدة صحية، وتتعامل بنظام طبيب الأسرة، ولكن هل تحتاج لإعادة توزيع، أم أنه تم إنشاؤها من البداية حسب الكثافة السكانية، خاصة أن محافظة مثل الدقهلية يوجد 16 طبيب لكل 10 آلاف نسمة، في حين توجد محافظات أخرى بها 4 أطباء لكل 10 آلاف نسمة، ما يعني عدم وجود عدالة في التوزيع.
وقالت الدكتورة نسرين كمال المدير التنفيذي لمشروع دعم الصحة الإنجابية بالمجلس القومي للسكان، إن تفعيل الاستراتيجية الخاصة بالصحة الإنجابية في مصر، يواجه تحديات كبيرة ناتجة عن العوامل الثقافية والاجتماعية، والضغوط الاقتصادية، والتي تتفاعل مع الفقر والجهل وتدني التعليم، ومعوقات الخدمة للمواطنين، لذلك كان لا بد من اختيار نموذج تطبيقي لتنفيذ الاستراتيجية.
ويهدف النموذج لمواجهة التحديات الحقيقية على أرض الواقع، وطرح الحلول لتعميمها على نطاق أوسع، في ظل الموارد المتاحة وتطبيق عدد من الأنشطة المكثفة، يتم تحديدها مع مختلف القطاعات.
وقالت إن مؤشرات التنمية البشرية في محافظة الفيوم، والتي تعتبر من أكبر معدلات المواليد في مصر، وإن تلك المحافظة تعتبر رقم 20 في دليل لتنمية البشرية، بين المحافظات المصرية.
وأشارت إلى أنه تم حساب مؤشر مركب كدليل الصحة الإنجابية بالفيوم من خلال دراسة مؤشرات الصحة الإنجابية في مراكز المحافظة خلال 2015، وتم استهداف مركز طامية بالفيوم، حيث تدنى في وضع الصحة الإنجابية مقارنة بباقي مراكز المحافظة، من خلال التنسيق بين كل الجهات المعنية وحثهم على العمل كفريق واحد ينشد اللامركزية والقدرة على اتخاذ القرار وإيجاد الحلول البديلة.
وتم إجراء دراسة استكشافية لقياس معرفة طلاب المدارس من خلال 412 طالبا و33 مدرسا و50 ممرضة و26 مثقفة صحية ورائدة ريفية، بحقوق الصحة الإنجابية بمدارس مركز طامية إضافة لمقدمي الخدمات الصحية بالمركز، ودراسة أخرى كمية وكيفية عن مدى انتشار ظاهرة الزواج المبكر في بعض قرى طامية.
وتوصلت الدراسة إلى أن 41% من الطلاب لا يعرفون الأمراض المنقولة جنسيا، و56% من الطلاب لا يعرفون مرض الإيدز، و34% من الممرضات لا يعرفن أن المراهق قد يتعرض لمشكلات بالصحة الإنجابية و31% من الممرضات يرون أنفسهن غير قادرات على تقديم النصيحة بخصوص الصحة الإنجابية، و92% من السيدات يرون أن السن المعتاد للزواج أقل من 18 سنة.
وكانت معدلات وفيات الأمهات في مركز طامية 72.8% لكل 100 ألف، وفي الفيوم 50.8% لكل 100 ألف، ومعدل وفيات الرضع في طامية 30.9% وفي الفيوم 22.7% في الألف ومعدل الخصوبة الكلي في طامية.
وتضمنت محاور العمل للنموذج التطبيقي 3 محاور هي دعم وتعزيز النظام الصحي ورفع الوعي المجتمعي وتعزيز وتفعيل مشاركة الشباب، ويندرج تحت كل محور مجموعة أنشطة وتدخلات تم تنفيذها من خلال الجهات المنوطة ومتابعتها بواسطة فرع المجلس القومي للسكان بالفيوم، وتم تدريب 86 رائدة ريفية، و150 ممرضة، و20 تابعين للإعلام بالفيوم.