بالصور| «مسلم»: الإعلام يعكس الواقع.. ودوره بناء وعى حقيقى للحفاظ على الوطن
الكاتب الصحفى محمود مسلم
قال الكاتب الصحفى محمود مسلم، رئيس تحرير جريدة «الوطن»، إن الإعلام لا يقل أهمية عن الأمن، لافتاً إلى الدور المهم الذى لعبته وسائل الإعلام فى ثورة 30 يونيو، حيث عبرت عن رأى الشعب بضمير مهنى حر، مشدداً على أن مخالفة الوسائل الإعلامية لضميرها المهنى فى تلك اللحظة الحرجة، كان من الممكن أن تغير مجرى الأمور.
وأضاف «مسلم» فى الندوة التى نظمها معرض الإسكندرية الدولى للكتاب، بمكتبة الإسكندرية، مساء أمس، تحت عنوان «دور الإعلام الخاص فى بناء الدولة»، أن الإعلام يعكس الواقع ويعبر عنه، مستشهداً بدوره فى انتخابات الرئاسة الأمريكية الأخيرة، وأشار إلى أن وسائل الإعلام تعد أحد أهم عناصر تشكيل الوعى لدى الجمهور، مضيفاً: «قبل ثورة يناير كان الجميع ينظر إلى دولة قطر على أنها دولة صديقة، أما الآن فالوضع اختلف، وتركيا كانت دولة ديمقراطية تطبق النظام الليبرالى، أما الآن فالجميع ينظر إليها على أنها دولة ديكتاتورية»، ولفت إلى أن علاقة الإخوان بالإسلام وسيلة وليست غاية: «مرسى لم يضف شيئاً للإسلام.. لم يبن جامعاً حتى».
2017 سيشهد توقف إصدارات بعض الصحف وعلاقة الإخوان بالإسلام وسيلة وليست غاية
وأكد أن الإعلام هدفه الوصول إلى الحقيقة، وتوصيلها للقارئ كما هى بدون تجميل، مشدداً على أن العبث بعقول الجماهير فيما يخص المحتوى المقدم إليهم يعد إهداراً لكرامة المواطن، وأضاف: «قضية الوعى هى القضية الغائبة، فكلما زاد الوعى لدى المواطن استطاع الحفاظ على إنجازات الدولة».
وفى تفسير لمعنى الوعى الجماهيرى أو الشعبى، وصفه «مسلم» بأنه يتشكل من عدة عناصر، بينها التعليم والإعلام والثقافة والخطاب الدينى، موضحاً أن هناك فرقاً بين الخبر والرأى، فالخبر هو الحقيقة التى لا بد من تقديمها للقارئ كما هى، وفيما يخص مقالات الرأى لفت إلى أن كتاب المقال يكتبون دون تخصص أو قراءة المشهد بصورة صيحة، مستشهداً بكرة القدم التى حولت 10 ملايين مصرى إلى حكام ونقاد رياضيين، من زاوية ادعاء المعرفة والخبرة والاطلاع، وتابع قائلاً: «الإعلامى عمرو أديب وجه لى سؤالاً حول إمكانية المصالحة مع قطر، فأجبت بعد قراءة متأنية للمشهد بأنه أمر صعب، فقطر تختلف جذرياً فى كل القضايا مع مصر، وتؤوى الإرهابيين وتطلق منصات إعلامية تستهدف القاهرة بشكل رئيسى».
وحول تأثير الإعلام الخاص، أكد أن الإعلام الخاص أثر بتحريك المياه الراكدة، مشيراً إلى أن الإعلام الخاص لا يستطيع النجاح بمفرده فلا بد أن ينجح إعلام الوطن، منوهاً بأن الضلع الناقص هو دور الجمعيات الأهلية فى مراقبه الإعلام، وأشار إلى أن أحد مساوئ الإعلام، التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعى، على أنها مصدر للخبر، فبعض الصحفيين أصبحوا ينقلون الأخبار من تلك المواقع دون توثيق، وأضاف أن الإعلام يظلم فى أحيان كثيرة، لأنه لا يغير واقعاً، ويعبر عن اهتمامات المواطنين وهمومهم.ونوه بأن الصحافة لديها تحدٍ كبير، بعد تقدم فنون الصحافة، فالانفراد أصبح الآن لا ينتظر يوماً واحداً، وكثير من الجرائد تحرقه على موقعها الإلكترونى، فالتكنولوجيا طغت على الصحافة الورقية، مؤكداً أن ارتفاع سعر الدولار أدى إلى ارتفاع أسعار الطباعة والورق، وتابع قائلاً: «التاريخ يشير إلى أنه لا توجد وسيلة تطرد أخرى، والدليل على ذلك أن التليفزيون لم يتمكن من طرد الراديو، ولكن التراجع الاقتصادى أدى إلى انخفاض مخصصات الإعلانات، ورغم ذلك تبقى الصحف الورقية الأكثر مصداقية».وأشار إلى أن عام 2017 سيشهد توقف إصدارات بعض الجرائد، مؤكداً أن التنوع فى المحتوى الإعلامى لا بد أن يقوم على موضوعية حقيقة وليست زائفة، خاصة أن الشعب أصبح لديه قلق ولا بد من مراعاة المزاج السياسى للمواطن المصرى، وشدد على أن الإعلام الجيد هو الذى يضرب الفساد بكل قوة ويتعامل مع الإيجابيات بكل وضوح، وأنهى حديثه قائلاً: «دور الإعلام هو بناء وعى حقيقى فى الشارع».