صحيفة كندية: قرار "أوباما" بتسليح المعارضة السورية خاطئ
رأت صحيفة "جلوب آند ميل" الكندية اليوم، أن قرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما، بتسليح المعارضة السورية "قرار خاطئ" وذكرت أن هناك جدلا داخل الدول الغربية، ومنها كندا، بشأن مسألة التدخل عسكريا في سوريا.
واستهلت الصحيفة، أن تسليح المعارضة السورية يمثل بداية للانزلاق في صراع عسكري أعمق يتبع التدخل العسكري الغربي في ليبيا، والذي تم قبل نحو عامين للإطاحة بنظام العقيد الراحل معمر القذافي.
وقالت "إن الوضع في سوريا يخالف ما كان عليه في ليبيا؛ حيث ستتولد مخاطر عديدة من جراء الانخراط في صراع عسكري جديد في الشرق الأوسط خاصة في ظل حقيقة أن سوريا تعتبر رهانا في دائرة إقليمية وعالمية كبيرة للصراع على السلطة".
وسردت الصحيفة خمسة أسباب لحث الغرب على عدم التدخل في سوريا واعتبرت الصحيفة أن السبب الأول منهم يتمثل في صدق وصواب تصريحات رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر بأن تسليح صفوف المعارضة السورية سوف يتمخض عنه بسهولة سقوط هذه الأسلحة في الأيدي الخاطئة، ومن بينها المجموعات المتشددة التي دخلت مؤخرا ساحة القتال ضد قوات الرئيس السوري بشار الأسد، والتي سوف تصوب أسلحتها عقب ذلك تجاه الغرب.
ويكمن السبب الثاني في إمكانية تولد مخاطر كبيرة جراء تسليح المعارضة السورية، قد تتسبب في تصاعد الصراع من دون تمهيد الأرض على النحو المنشود، لا سيما بعد أن أعلنت إيران عن إرسالها 4 آلاف عضو تابعا للحرس الثوري للقتال بجانب قوات الأسد وأنها قد ترسل المزيد إذا ما تأكدت من دعم الغرب للمقاتلين السنة في سوريا.
إلى جانب ذلك، يتوقع أن تقرر روسيا إمداد النظام السوري بأحدث نظم صواريخ "أرض- جو" من طراز "إس-300" لمساعدته على مقاومة الحظر الجوي المحتمل فرضه، وهو الصراع الذي ربما يحصد المزيد من الأرواح.
وأضافت الصحيفة "أنه في حال اشتراك إيران في الحرب، سيجد الغرب نفسه انزلق في حرب إقليمية ضد إيران أو حتى روسيا، خاصة أنه تم استهداف مروحية أو سفينة عسكرية روسية بشكل خاطئ على يد الصواريخ والقنابل الغربية، فيما يحتمل أن تدخل إسرائيل أيضا هذه الحرب نظرا لخطورة صواريخ إس-300 على أمنها".
وعن السبب الثالث، قالت "جلوب آند ميل" إن التدخل العسكري الغربي من شأنه إحداث الوقيعة بين روسيا والغرب فضلا عن تلاشي آمال إجراء محادثات سلام بين الحكومة السورية والمعارضة.
أما السبب الرابع، فترى الصحيفة أنه حتى إن تم التخلص من الأسد، فإن ذلك لن يحل شيئا بل يبقى الأمر الأصعب في حتمية تعلم دروس العراق وأفغانستان وليبيا والتي فشل التدخل الغربي في هذه الدول في وضع استراتيجية خروج واضحة تحول دول نشوب حرب أهلية، معتبرة أن هناك مسؤولية كبيرة سوف تقع على كاهل أولئك الذين يناصروة فكرة التدخل وتلزمهم بشرح خطتهم عقب رحيل الأسد.
واختتمت الصحيفة الكندية بذكر أن السبب الخامس يتمثل في حقيقة أن كندا لا ناقة لها في هذه الحرب ولا جمل فهي لا تدعم نظام الأسد ويتحتم عليها أيضا عدم مناصرة جماعة دينية على حساب أخرى، وأن عليها فقط تقديم المساعدة الممكنة لدعم ضحايا الصراع.