توماس فريدمان: الاستراتيجيات الثلاث التي تواجه الأزمة السورية لن تؤتي ثمارها
رأى الكاتب الأمريكي المعروف توماس فريدمان أن منطقة الشرق الأوسط لا تزال تتعامل مع العواقب التي تأجلت طويلا مع نهاية الإمبراطورية العثمانية، فضلا عن أنها لا تزال تخطو خطواتها الأولي على درب الاستقلال وبناء الديمقراطية.
وتساءل فريدمان في مقاله الذي أوردته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية اليوم، عما إذا كان باستطاعة الشعوب العربية التي ظلت تحكم، منذ نهاية الإمبراطورية العثمانية، من أعلى إلى أسفل، أن تحكم نفسها الآن أفقيا بأن تكتب عقودها الإجتماعية بنفسها على أساس المواطنة المتساوية والتداول السلمي للسلطة.
وتطرق فريدمان إلى الأزمة السورية، حيث يرى أن هناك ثلاث استراتيجيات من الممكن تطبيقها، كنتيجة لقرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما تسليح المعارضة السورية، وتتمثل في النهج الواقعي والمثالي ونهج الحظ. وتابع "فالنهج الواقعي هنا يتمثل في عدم توقع بناء دولة سورية موحدة، ذات حكم ديمقراطي تعددي، لاسيما عقب مرور عامين على الصراع السوري الدامي الذي أسفر عن مقتل 90 ألف شخص، وأن هدف الإدارة الأمريكية من تسليح المعارضة السورية هو تقويض اثنين من خصومها الإقليميين، جماعة حزب الله اللبنانية وإيران، وحرمانهما من تحقيق فوز سهل مع الرئيس بشار الأسد في سوريا الا أن هذه الاستراتيجية لن تؤدي على الأرجح سوى إلى تقسيم سوريا على المدى الطويل".
وأردف فريدمان يقول "وبالنسبة للنهج المثالي يشير إلى أنه في حال كان هدفنا بناء دولة سورية موحدة، ذات حكم ديمقراطي تعددي، فإن تسليح المعارضة لن يكون كافيا لتحقيق هذا الهدف، كما أن ذلك الأمر سيتطلب التدخل العسكري للمساعدة في الإطاحة بالنظام السوري وقمع المتطرفين الذين يمارسون العنف ضد أبناء الشعب السوري"، حسب قوله.
واعتبر فريدمان أن النهج الأخير هو "أن نمتلك من الحظ ما يجعلنا نأمل أن تساعد شحنات الأسلحة الصغيرة المعارضة على القتال ضد نظام الأسد وحلفائه، وأن يجعلهم يصلون إلى طريق مسدود، وبالتالي يوافق النظام على التفاوض بشأن رحيل الأسد غير انه حتى في حال حدث ذلك بمعجزة، فإنه سيؤدي إلى إراقة مزيد من الدماء، مما سيجعلنا في حاجة ماسة إلى قوات حفظ سلام دولية لتكون بمثابة حكم أثناء عقد أي اتفاق لتقاسم السلطة في مرحلة ما بعد الأسد".
واختتم فريدمان مقاله مرجحا "أن هذه الخيارات لن تؤتي ثمارها، نظرا لأن المعارضة السورية التي تقاتل من أجل القيم الديمقراطية لا تزال ضعيفة ومنقسمة، فضلا عن أنها تقاتل من أجل شئ يعد جديدا على هذه المجتمعات".