«البرادعى» يبدأ مهامه باتصال مع وزير الخارجية الفرنسى
بدأ الدكتور محمد البرادعى، نائب رئيس الجمهورية للعلاقات الدولية، أولى خطواته الخارجية بعد توليه منصبه، بإجراء اتصال هاتفى مع وزير الخارجية الفرنسى لوران فابيوس، أمس الأول، بحثا فيه الوضع الداخلى فى مصر وشكل العلاقات المصرية - الفرنسية خلال المرحلة المقبلة.
وأوضحت مصادر أن «البرادعى» أكد خلال اتصاله رغبة الإدارة الحالية فى مصر، على سرعة الانتهاء من المرحلة الانتقالية الحالية بصورة صحيحة، وإجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة فيما لا يزيد على عام، بعد تصحيح المسار وتعديل الدستور الذى تم تعطيله أعقاب مظاهرات 30 يونيو، بحيث يصبح دستوراً ديمقراطياً يتفق مع المبادئ العالمية لحقوق الإنسان والقانون الدولى.
كما أوضح نائب الرئيس، لوزير الخارجية الفرنسى، أن أحداث 30 يونيو هى امتداد لثورة 25 يناير، وأنها جاءت لإعادة الثورة إلى طريقها الصحيح نحو بناء دولة مدنية حديثة تقوم على دستور سليم وتحمى حقوق المواطنين جميعاً، مضيفاً: «المصريون عانوا كثيراً على مدار عام كامل من حكم الرئيس السابق محمد مرسى، إضافة إلى المرحلة الانتقالية التى أعقبت الثورة وتم إدارتها بطريقة عشوائية»، مشيراً إلى أن أهداف الثورة لم تتحقق وأن الشعب المصرى خرج مجدداً فى 30 يونيو، ليطالب بما طالب به منذ أكثر من عامين ونصف.
وشدّد «البرادعى» على أن القوات المسلحة قامت بدورها لحماية الأمن القومى للبلاد، لأن مصر كانت على مشارف حرب أهلية والدخول فى نفق من الفوضى، متابعاً: «الجيش لا يرغب فى العودة إلى السياسة والحكم، وهو يقوم بدوره كمؤسسة وطنية مهمتها حماية أمن المصريين». وأشار إلى أن خارطة الطريق التى تم الإعلان عنها توافقت حولها القوى الوطنية والسياسية ومؤسسات الدولية والشباب الذى أشعل شرارة الثورة، وأنه من المقرر أن تسارع الحكومة بالتعامل مع ملفى الاقتصاد والأمن، إضافة إلى تشكيل لجنة لإجراء مصالحة وطنية شاملة مع كل الأطراف دون إقصاء أو استبعاد، إلا من تورط فى جرائم، وفقاً لتحقيقات عادلة وأحكام قضائية غير استثنائية، وذلك من أجل لمّ شمل المجتمع وبدء مرحلة من الاستقرار الحقيقى.
من جهتها، ذكرت الخارجية الفرنسية، فى بيان نُشر بموقعها الإلكترونى مساء أمس، أن لوران فابيوس، شدد فى اتصاله مع «البرادعى»، على رفضه أعمال العنف والسعى إلى العودة فى أسرع وقت ممكن إلى عملية انتخابية ديمقراطية تشارك فيها كل القوى السياسية. كما أبدى وزير الخارجية الفرنسى، استعداد «باريس» للعمل بشكل ملموس على تسهيل كل المساعى التى تسهم فى تحقيق التجمع الوطنى، وخروج مصر من أزمتها الحالية.
وعلمت «الوطن» أنه من المقرر أن يقوم «البرادعى» بإجراء سلسلة من الاتصالات مع عدد من وزراء الخارجية وكبار المسئولين فى أوروبا خلال الفترة المقبلة، إضافة إلى عقد سلسلة من اللقاءات مع عدد من المستثمرين بالخارج لاجتذاب استثمارات جديدة للعمل فى مصر.