«كشك أحمد السياسى» هنا تجتمع «العامة» للاستماع إلى «مرسى رئيساً»
«الله الله يا مرسى قول كمان» يقولها سايس الجراج المجاور لكشك البقالة الخاص بأحمد يس، الشاب ابن الـ 36 سنة، «ما تعلى الراديو شوية يا عم عاوزين نسمع الريس» ينادى السايس فيبتسم أحمد ويرفع صوت الراديو أكثر ليسمعه الرجل، بينما يتوقف المارة من وقت لآخر لشراء أغراض من الكشك، وسماع أجزاء من خطبة مرسى.
الراديو هو وسيلة الإعلام الوحيدة المتوافرة فى الكشك، لكن حتى وقت قريب لم يكن أحمد يستخدمه سوى فى سماع الأغانى لعمرو دياب ونانسى عجرم وغيرهما من المطربين، ومتابعة مباريات كرة القدم بين الأهلى والزمالك وباقى الأندية، أما السياسة فقد كانت من قبيل الأساطير، يقول: «مكنتش بتابع أى حاجة أيام مبارك، هاهتم بالسياسة ليه؟ اهتمامى لا هيقدم ولا هيأخر، حتى خطابات مبارك مكنتش أعرف بتتذاع على الراديو ولا لأ، أصله لا كان بيقدم ولا بيأخر، كمان رأيى مكنش له أهمية».
صوت أحمد فى المرحلة الأولى من الانتخابات ذهب إلى المرشح الرئاسى السابق حمدين صباحى، كان يرى فيه زعيما وقائدا وطنيا، لكنه فى مرحلة الإعادة، حين لم يجد بدا من الاختيار بين الفريق أحمد شفيق والدكتور محمد مرسى، اختار الأخير باعتباره أخف الضررين، لكنه الآن بدأ يشعر أن اختياره كان صحيحا: «متابعه من ساعة ما نجح، سمعت خطابه اللى فى التحرير، وخطاب الجامعة، بصراحة راجل تلقائى، كنا فى الأول بنقول هو مش متكلم، وشفيق بيعرف يتكلم أحسن، لكن اكتشفت إنى ظلمته فى الحكاية دى، ده غير إنه بدأ يحقق اللى أنا منتظره منه، يوم ما كان فى ميدان التحرير كنت منتظره يحلف اليمين، ومكملتش ثوانى وأنا منتظر ولاقيته بدأ يقسم اليمين، بصراحة فرحت، وعجبتنى أوى الحركة اللى فتح فيها جاكتة بدلته للرصاص.. مزجتنى بصراحة».
يسترجع صاحب الكشك، الواقع فى منطقة الدقى، خطابات الرئيس السابق جمال عبدالناصر: «ما ينفعش نقارن بين جمال عبدالناصر ومحمد مرسى، مش هتكلم فى طريقة كلام، أما الأفعال لسه ما شوفناش حاجة من مرسى تخلينا نقارنه بجمال.. يا مسهل».
عاطف على، رجل ثلاثينى، وقف يشترى من أحمد، وسمعه يتحدث عن الدكتور مرسى فقال: «من بعد الثورة بقينا متابعين، عشان نعرف البلد رايحة على فين، زمان البلد كانت رايحة فى الاتجاه اللى الشلة القديمة عاوزاه ومحدداه، إنما دلوقتى رأيى بيفرق».
حين سمع نتيجة فوز مرسى، لم يستطع أحمد أن يفرح، وأن يحتفل بنجاح مرشحه، يقول: «فيه هنا فلول كتير فى المنطقة، وناس مقدرش أبين إنى فرحان بمرسى أوى، ممكن يؤذونى، أضعف الإيمان وهم معديين وسامعين الخطاب يقولولى اقفل الراديو ده».