مراكز «الاستشفاء».. كنوز سياحية أهملتها الحكومة
مراكز «الاستشفاء».. كنوز سياحية أهملتها الحكومة
مناطق للسياحة العلاجية والاستشفاء الشعبى تنتظر الاهتمام من قبل الحكومة
تزخر مصر بكثير من مقاصد السياحة العلاجية ومواقع الاستشفاء الشعبى المنتشرة فى ربوعها، ويقصدها المرضى من مختلف فئات الشعب والسائحون للاستفادة من مياهها الطبيعية ورمالها المتنوعة فى التخلص من آلامهم وأوجاعهم التى تعجز الأدوية وأحدث أساليب العلاج الطبى فى التعامل معها، وتتنوع هذه المقاصد التى اكتشف الإنسان المصرى أهميتها منذ قديم الأزل ما بين آبار مياه معدنية نقية ساخنة وأخرى باردة، بعضها فى المناطق الصحراوية وبعضها الآخر فى وادى النيل، كما اشتهرت مصر أيضاً برمالها التى تشفى كثيراً من الأمراض الجلدية المزمنة، كثير منها على شاطئ البحر الأحمر وفى سيناء والشرقية ومرسى مطروح والواحات.
تعالج عدة أمراض.. بعضها فى مناطق صحراوية.. والآخر فى وادى النيل
وساهمت هذه المنحة الربانية فى توطين مختلف فروع الطب فى مصر وفى تدفق أبناء الدول المجاورة إليها طلباً للاستجمام والاستشفاء، وكانت مقصداً للبسطاء والفقراء والأغنياء على السواء، بل إن ملوك مصر دأبوا على التردد على منطقة عيون حلوان والتمتع بهوائها النقى ومياه عيونها الكبريتية، وحرصوا على تطوير هذه المنطقة حتى اكتسبت فى وقت من الأوقات شهرة عالمية.
ومن أبرز المناطق التى تتميز بجوها الجاف الخالى من الرطوبة ومياهها المعدنية والكبريتية المتنوعة وتربتها الصالحة لعلاج الأمراض منطقة عيون موسى وعين الصيرة ومطروح، التى تتم فيها عملية استنشاق اليود الملحى خلال جلسة استرخاء داخل كهف كبير مجهز للعلاج من العديد من الأمراض وعبر عدة جلسات يتم خروج السموم من جسد المريض.
أما فى جنوب سيناء، فيتم علاج الكثير من الأمراض، على مدار العام، عن طريق استلقاء السائحين العرب والأجانب والمصريين تحت رذاذ أبخرة الكبريت المتصاعدة من داخل العيون الطبيعية، والتمتع بمياهها الدافئة المندفعة من باطن الأرض بما تحتوى عليه من مواد كبريتية لها قدرة على علاج الأمراض الروماتيزمية. وهكذا تضيف هذه المقاصد العلاجية رافداً جديداً يصب فى روافد السياحة بمصر، إلى جانب المقاصد الأثرية والثقافية والدينية والترفيهية، إلا أنها للأسف ورغم أهميتها الطبية لا تلقى نفس الاهتمام الذى توليه الحكومة لباقى المقاصد السياحية.