بالصور| 88 على ثورة البراق.. وما زال الانتهاك سيد الموقف
ثورة البراق
قبل 88 عاما من الآن وقعت اشتباكات عنيفة في مدينة القدس بدولة فلسطين في 9 أغسطس 1929 وذلك أيام الانتداب البريطاني لفلسطين والتي سميت بـ"ثورة البراق"، بعدما وافق يوم الحداد على خراب الهيكل بحسب التقويم اليهودي ذكرى المولد النبوى الشريف، وأودت الأحداث بـ116 شهيدا فلسطينيا و232 جريحا.
ونظم عدد من الحركات الصهيونية اليمينية مسيرات تظاهرية احتشدت فيها أعداد كبيرة من اليهود في القدس، والذين صاحوا "الحائط لنا"، منشدين نشيد الحركة الصهيونية، وعلمت الشرطة البريطانية عن تلك المظاهرات سلفا فأرلسلت قوات كبيرة لمرافقة المتظاهرين اليهود، حتى رد القادة العرب في اليوم التالي بتنظيم مظاهرة مضادة من المسجد الأقصى متجهين إلى حائط البراق، واستمعوا إلى خطبة من الشيخ حسن أبو السعود والتي دارت حول "الأخطار التي تتهدد المقدسات الإسلامية".
يؤمن المسلمون في كل أنحاء العالم بـ"حائط البراق" كونه الحائط الذي شهد ليلة الإسراء والمعراج، كما يعتبر الحائط وقفا إسلاميا وبهذا المعنى يخول للمسلمون دون غيرهم حق إدارة المكان، فيما يسميه اليهود بـ"حائط المبكى" ويعتبرونه أهم مصلى لهم في العالم.
وبطلب من الوقف الإسلامي، والإدارة البريطانية التي حظرت على المسؤولين اليهود وضع مقاعد في باحة البراق لأن ذلك يغير الوضع القائم ويعتبره المسلمون تجاوز على حقوقهم، وأمرت الشرطة في سبتمبر 1928 برفع الستار الذي وضعه اليهود في عشية يوم الغفران على الرصيف المحاذي للحائط بعد أن شكا المسلمون من ذلك.
في الأيام التالية، انتشرت الاشتباكات للمدن الفلسطينية الأخرى وذلك بعدما قتل عرب 67 يهوديا في مدينة الخليل، حتى اضطر اليهود إلى ترك الخليل خشية استمرار الاشتباكات، وفي غزة استعان عدد من اليهود بحماية القوات البريطانية، واضطرت سلطات الانتداب البريطاني لطلب المساعدة من القوات البريطانية في مصر كي تتمكن من إيقاف العنف.
تم الاحتكام حينها إلى عصبة الأمم بناء على توصية اللجنة التي شكلتها الحكومة البريطانية للتحقيق في الأحداث، وقبلت عصبة الأمم التحقيق في الواقعة وألفت لجنة من 3 أشخاص غير بريطانيين أحدهم خبيرا في القضاء، وأقرت اللجنة أن للمسلمين وحدهم من يتمتعون بملكية الحائط الغربي باعتباره جزءا لا يتجزأ من مساحة الحرم الشريف، وتعود للمسلمين ملكية الرصيف الكائن أمام الحائط.
أقرت اللجنة عدم الجواز لليهود بجلب أي أدوات عبادة أو وضع مقاعد أو سجاد أو كراسي أو ستائر أو حواجز أو أي خيمة جوار الحائط لأنه ملك للمسلمين، وفي أكتوبر 1930 أعلنت الحكومة البريطانية تعليمات جديدة بنسبة لسياسة حكومة الانتداب البريطاني على فلسطين، والتي اعتمدت على نصائح لجنتين بريطانيتين تعينتا للتحقيق في الاشتباكات، وأمرت بتقليل عدد تصاريح الهجرة إلى فلسطين وتعسير إمكانية اليهود لبيع الأراضي من العرب.
أدت الاشتباكات التي وقعت قبل 88 عاما والتي امتدت من مدينة الخليل إلى بئر السبع جنوبا وحتى صفد شمالا لاستشهاد 116 فلسطينيا وقتل 133 يهوديا، وجرح 232 فلسطينيا و339 يهوديا، لتعتقل سلطات الانتداب أكثر من 900 فلسطيني وأصدرت أحكاماً بالإعدام شنقاً على 27 فلسطينيا وخُفّفت الأحكام على 24 منهم ونفذ الحكم في 17 يونيو 1930، بسجن مدينة عكا المعروف باسم "القلعة".