هل تقضي القهوة على عامل "الخطأ البشري" في حوادث الطرق.. دراسة تجيب؟
هل تقضي القهوة على عامل "الخطأ البشري" في حوادث الطرق.. دراسة تجيب؟
موقف سيارات الأجرة
أشارت دراسة حديثة إلى أن حوالي 3 أضعاف عدد السائقين في جمهورية مصر العربية يشربون القهوة لمساعدتهم كي يبقوا مستيقّظين أثناء قيادة مركباتهم مقارنةً بأولئك الذين يتناولون مشروبات الطاقة والمشروبات الغازية.
الدراسة التي أجرتها وكالة "يوغوف" (YouGov) المتخصّصة بأبحاث السوق بتفويض من "كونتيننتال للإطارات" (Continental Tires) كجزء من مبادرة الشركة الألمانية المتعلّقة بالسلامة والتي تحمل عنوان "الرؤية صفر" (Vison Zero)، كشفت عن كيفية إقبال السائقين في مصر على أنواع مختلفة من المشروبات التي تحوي مادة الكافيين لمساعدتهم في الحفاظ على التركيز، لكنّها حذّرت من مخاطر الاعتماد على أنواع معيّنة من المشروبات لتعزيز مستويات اليقظة.
ومن ضمن الأشخاص الذين شملهم الاستبيان، أعلن 19% فقط أنهم يتناولون مشروبات الطاقة والمشروبات الغازية، للحصول على مزيد من الطاقة، مقارنة مع 55%، اختاروا القهوة لكي تساعدهم في البقاء متيقّظين أثناء القيادة.
وبينما كان الشاي الأكثر تفضيلاً بشكل عام، إلا أن 40% منهم يشربون الشاي للاستفادة من أي مساعدة قد يوفرها لهم من ناحية الطاقة واليقظة، مع انخفاض هذه النسبة إلى 18 بالمئة من الذين يفضلون شرب شاي الكرك التقليدي والشوكولاته الساخنة للغاية نفسها.
لكن مع وصول إجمالي عدد حوادث السيارات في مصر إلى أكثر من 14.700 حادث في العام 2016 وفقاً لأرقام صادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء المصري التابع للحكومة، فقد كان الخطأ البشري السبب الأول في وقوع حوادث الطرق بنسبة 72%.
وبالتزامن مع أهمية حث السائقين في مصر لبذل انتباه أكثر والتمتّع بمزيد من اليقظة لتجربة قيادة أكثر أماناً، فإن دراسة "كونتيننتال" تطرح أسئلة حول كيفية تمكّن الشراب الذي يختاره السائق من مساعدته فعلياً على تعزيز قدراته أثناء القيادة.
تعليقاً على هذا الموضوع، قالت الدكتورة دانة الحموي، طبيب بشري واختصاصية في مجال التغذية السريرية والحميات بالوطن العربي، وصاحبة مركز "دكتور دانا دايت سنتر" بمدينة دبي الطبية: "أظهرت الدراسات أن فنجان قهوة أو شاي يمكن أن يشكّل حلاً سريعاً للسائقين المتعَبين أثناء القيادة. لكن يجب عدم الاعتماد بشكل مفرط على المشروبات التي تحوي مادة كافيين للحفاظ على التركيز واليقظة أثناء القيادة على الطرقات".
وأوضحت الدكتورة الحموي، تقول: "لا يوجد لمادة الكافيين أي تأثير على الدماغ، ولكن فالاستهلاك الزائد للكافيين قد يولّد بعض الأعراض الجانبية مثل "حدّة الطبع، العصبية، ضربات القلب غير المنتظَمة أو السريعة، ارتعاش العضلات وعدم الوضوح في الكلام".
وفي الوقت ذاته، بينما المشروبات التي تحوي على نسب عالية من السكر قد تؤدّي بدورها إلى الشعور بالتعب".
واستطلعت الدراسة التي أطلقتها "كونتيننتال" آراء 1.014 شخص في مصر حول عاداتهم في تناول المشروبات وحول ما يشعرون به من تأثير لعدم قدرتهم على تناول شرابهم المفضّل.
ومن بين هؤلاء، أشار 24%، إلى أن عدم تناولهم لشرابهم المفضّل يجعلهم يحسّون بالتعب وعدم التركيز، مع إعلان 29 بالمئة أن هذا الأمر يسبّب لهم الصداع.
من جهته، علّق خوسيه لويس دي لا فوينت، المدير التنفيذي لشركة "كونتيننتال الشرق الأوسط"، حول نتائج الدراسة قائلاً: "هناك عدّة عناصر يمكن أن تلعب دوراً في حوادث الطرق، والعنصر البشري هو أحدها. لهذا السبب يُعدّ تثقيف السائقين عنصراً أساسياً ضمن مبادرة "الرؤية صفر" لدى "كونتيننتال". وعبر إجراء هذه الدراسة، أردنا أن نفهم بشكل أفضل كيف يمكن لتناول المشروبات المختلفة أن يؤثّر على السائقين في مصر."