مسؤول بالإغاثة السورية: نستبشر بمصر بعد فوز مرسي ولن نعول على الحكومات العربية الطاغية
على الرغم من مخاوف الكثير من المعارضين من الظهور في أي وسيلة إعلامية حفاظا على حياة أسرهم بالداخل من بطش النظام وملاحقتهم، ومع اقتناعه بأن "الكاميرا بالنسبة لأي نظام طاغ قد تكون أقوى سلاح ضده"، ضرب محمود والي بكل هذا عرض الحائط، على أمل أن يكون كلامه محركا للشعوب العربية ضد النظام "الأسدي" .. "فنحن لا نعول على الحكومات العربية، فالأنظمة الطاغية تؤيد بعضها.. نحن نعول ونثق في الشعوب العربية".
داخل إحدى مكاتب الإغاثة السورية بالقاهرة، يروى محمود، 26 عاما، لـ "الوطن" حكاية عام ونصف من المعاناة داخل وخارج سوريا لكونه معارضا لنظام بشار الأسد، وما رآه لطبيعة عمله في المجال الإغاثي للأسر السورية اللاجئة.
يقيم محمود في مصر منذ عام 2005 لظروف حياته الدراسية كطالب في معهد البحوث والدراسات العربية التابع لجامعة الدول العربية في القاهرة، وأيد الثورة المصرية منذ يومها الأول حتي سقوط النظام.. سافر إلى سوريا في مارس من العام الماضي ليعود قبل اندلاع الثورة السورية من مدينة درعا بيوم واحد.
لم يستطع الرجوع إلى بلده مرة أخرى منذ اندلاع الثورة وحتى يوليو الماضي ولم يكن دخوله إلى سوريا وقتها بالأمر الهين فـ "جيش بشار يحاصر بلدتي، حمص، من جميع الجهات والمجازر والقصف تبيد المئات يوميا من المتظاهرين".. ظل والى هناك حتي ديسمبر الماضي تاركا بلدته وقد دمرت تماما وتم تهجير غالبية الأهالي وانتقلت أسرته إلى "حماة" وحالها لا يختلف كثير عن "درعا أو حمص".
لم يجد وسيلة لتقديم الدعم من خارج سوريا سوى إغاثة اللاجئين الذين جاءوا إلى مصر، "فلا يوجد متسع للعمل على دعم الثورة في الداخل، والمعارضة السورية في الخارج مشتتة ولا تشعر بحقيقة الوضع في سوريا.. لابد من معارض عايش الأحداث بالداخل حتي يحرك ويوحد جهود المعارضين".
أكثر من 500 أسرة سورية مسجلة في كشوف الإغاثة لاجئة في محافظات القاهرة الكبرى، والمئات في أنحاء الجمهورية، وغيرهم الكثير من غير المسجلين، هدمت ديارهم ولهم في كل بيت جريح ومصاب أو شهيد، اضطروا إلى اللجوء للدول العربية آملين في المساندة ولكن "خاب ظنهم في الحكومات".
"الخروج من سوريا متاح للجميع فالحكومة لا ترغب في بقاء المعارضين بالداخل، ولكن الوضع يزداد سوءا كل يوم ولا يخرج مواطن سوري إلا بعد أن يدفع كل ما معه من مال لرجال الأسد".
يصل السوريين إلى القاهرة لا أحد أفضل حالا من غيره "حالات نفسية وجسدية سيئة، ليس معهم أي أموال، معهم ما استطاعوا أن يخرجوا به من ملابس وليس معهم ما يعينهم على بدء حياة جديدة في مصر"، وتتواصل الأفراد السورية مع مكاتب الإغاثة الذين يحاولون تقديم الدعم لهم بالتعاون مع الجمعيات والمنظمات على رأسها "نقابة الأطباء" والحساب البنكي التابع لها لجمع التبرعات، والجمعية الشرعية بـ 6 أكتوبر والتي تحاول توفير بيوت لهذه الأسر أو منظمة الهجرة الدولية والكادر الطبي السوري بها في محاولة لإسعاف الجرحى وتأهيلهم نفسيا".
تابع والي "على الرغم الظروف الحالية في مصر فإنها قوة عظمى ولها ثقل يمكن أن يغير الأحداث.. نستبشر خيرا بالدكتور محمد مرسى بخاصة بعد حديثه عن الوضع في سوريا ودعمه للثورة، وأنا شخصيا لو كان فاز أحمد شفيق كنت تركت مصر في الحال"، وأما عن الوضع قبل الانتخابات الرئاسية، "فالحكومة المصرية كانت ضدنا تماما، وما يطلق عليهم فلول النظام كانت كلمتهم الوحيدة (ثورتك في سوريا مش عندنا)، والكثير منا تعرض للسجن دون سبب وتم تلفيق التهم لنا، وأنا شخصيا سجنت 17 يوما في طرة في أثناء وجودي في مظاهرة أمام السفارة السورية، وعلى الرغم من سلمية المشهد فإنهم وجهوا لنا تهمة تكسير السفارة".
اختتم والي حديثه قائلا "ثورتنا ثورة كاشفة أعزت أناس وأزلت آخرين.. والحكومات العربية جميها مع بشار لا نريد منها شيئا.. والموقف لن يتغير إلا إذا تم فرض حظر جوى.. وقتها يستطيع الجيش الحر والثوار السيطرة على سوريا بالكامل وينتهى بشار نهائيا".
وتابع "الوضع صعب، وعلى الرغم من أن موازين القوى ليست راجحة للثوار، لكن لن نسمح بتقسيم سوريا، ولكن الحرب الطائفية على الأبواب ومجازر بشار تشتد كل يوم"، وبلهجة تحذيرية وجه محمود رسالة إلى المؤيدين والصامتين "من يستمر في تأييد بشار أو يصمت عن قول الحق رغم كل ما حدث، أيًا كانت ملته، لن يُرحم وستكون نهايته أسوأ من بشار.. ما فعله الثوار في عام ونصف عليكم أن تفعلوه في أيام ووقتها سننتصر".