ميركل تعرب عن عدم تفاؤلها إزاء التوصل إلى اتفاق عالمي حول سوريا
أعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميريكل عن عدم تفاؤلها إزاء توصل قادة دول مجموعة العشرين إلى اتفاق حول ما ينبغي القيام به فيما يتعلق بالأزمة السورية، رغم المجهودات الدبلوماسية المحمومة التي تُبذل في أعقاب الهجوم بالأسلحة الكيميائية في ضواحي دمشق أواخر أغسطس الماضي.
ونقلت شبكة ABC News الإخبارية الأمريكية عن ميركل قولها أمس: "لا أعتقد حتى الآن أننا سنصل إلى موقف موقف مشترك فيما يتعلق بالأزمة السورية"، مشددة على أن بلادها لن تشارك في الهجوم العسكري المحتمل على سوريا، غير أنها قد توفر المساعدات الإنسانية والدعم السياسي.
وتشارك ميريكل في فعاليات قمة مجموعة العشرين التي تثعقد حاليا في مدينة سان بطرسبرج الروسية، بمشاركة العديد من الزعماء العالميين، حيث تطغى الأزمة السورية على جدول أعمال ذلك المؤتمر السنوي.
وفي سياق متصل، تعتقد الاستخبارات الألمانية أن النظام السوري كان وراء الهجوم الكيميائي في ريف دمشق، لكن العدد الكبير للضحايا نجم على الأرجح عن خطأ في عيار كمية الغاز المستخدمة، كما أفاد موقع صحيفة "دير شبيجل" الألمانية أمس.
وقالت الصحيفة إنها استقت معلوماتها من تقرير سري عرضه على النواب مدير الاستخبارات الخارجية الألمانية جيرهارد شندلر، مشيرة إلى أن شندلر قال إن هجوم 21 أغسطس نفذته على ما يبدو القوات الحكومية السورية، وإن لم تكن هناك أدلة قاطعة على ذلك.
وقال أيضا إن الجيش النظامي السوري هو وحده وليس المعارضين، الذي يملك مواد مثل غاز السارين، ولديه القدرة على إطلاقها باستخدام صواريخ من عيار 107 ملم، التي لديه منها مخزون كبير، لكنه أوضح أن العدد الكبير للضحايا الذي قدرته الولايات المتحدة بأكثر من 1400 قتيل، يشير إلى احتمال وجود خطأ في العيار.
وقال شندلر في تقريره السري، وفق الصحيفة، إنه في هجمات أخرى نُفذت في سوريا في وقت سابق من هذا العام، والتي توجد مزاعم باستخدام السلاح الكيميائي فيها، كانت "جرعة الغاز مخففة إلى درجة كبيرة، وهو ما يشرح لماذا تسببت بعدد أقل بكثير من الوفيات".
وقال مدير الاستخبارات الخارجية الألمانية إنه قد يكون النظام أمر باستخدام الغاز السام كوسيلة لتخويف مقاتلي المعارضة حول العاصمة دمشق.
وقال تقرير "دير شبيجل" إن شندلر اعتبر أنه من الممكن أن يكون تم ارتكاب خطأ في مزج الغاز، وتم إطلاق كمية أكبر مما هو مخطط له منه.
وخلال عرضه الذي استمر ثلاثين دقيقة، قال شندلر إن استخباراته اعترضت محادثة هاتفية بين مسؤول كبير في حزب الله المتحالف مع النظام السوري، ودبلوماسي إيراني، قال فيه مسؤول حزب الله إن قوات الأسد هي التي نفذت هجوم أغسطس، وإنه يشعر بأن الأسد فقد أعصابه وارتكب خطأ جسيما بإعطاء الأمر باستخدام الأسلحة الكيميائية.
وأضافت الصحيفة أن هذا التطور قد يؤثر على النقاش بشأن توجيه ضربة عسكرية ضد سوريا، مع سعي أمريكا وفرنسا للحصول على دعم لمعاقبة دمشق.