«الحق فى العلاج» يعرف طريقه إلى «الدقهلية».. والبداية بـ«أجا ودكرنس»
المرضى يتوافدون على مستشفى أجا المركزى لتلقى العلاج
لسنوات طويلة ظلوا يعانون سوء الخدمات الصحية.. نقص حاد فى أجهزة الأشعة ومعامل التحليل وأجهزة الغسيل الكلوى وغيرها، سفر وتنقلات من مركز إلى مركز ومن محافظة إلى أخرى.. معاناة مريرة للبحث عن سرير عناية مركزة أو وحدة غسيل كلوى، بعضهم كان يبحث عن حضانة تنقذ حياة طفل شاء القدر أن يهبط إلى الدنيا بنقص حاد فى نسبة الصفراء، أو غرفة عمليات داخل مستشفى مجهز يضع حداً لـ«أسابيع وشهور الآلام».. بعد كل هذه السنوات لم يخطر على بال مئات الآلاف، وربما ملايين المرضى فى عدة محافظات، أنهم سيعيشون ليشاهدوا ثورة التغيير الجذرى فى مستوى الخدمات الطبية بعد تطوير عدد من المستشفيات والمنشآت الطبية الحكومية.
مشروعات التطوير شملت عشرات المستشفيات الحكومية فى المحافظات لتوفير خدمة صحية جيدة
تخفيف آلام المرضى وتطوير العمل الطبى داخل المستشفيات أصبح هدفاً رئيسياً للدولة، حتى يشعر المواطن البسيط بالعناية والاهتمام، ودخل على منظومة الصحة بالدقهلية أحدث أنواع الأجهزة الطبية من شركات عالمية طالما عانى المواطن من نقصها مثل «الحضّانات، قسطرة القلب، الأشعة المقطعية، العنايات الحرجة»، وأصبحت تعمل فى عدد كبير من المستشفيات بالدقهلية، وبشكل مجانى على أيدى فرق مدربة من بينهم 22 طبيباً حاصلون على درجة الدكتوراه فى تخصصاتهم.
ودخلت الخدمة، خلال عام واحد، أجهزة أشعة مقطعية ورنين مغناطيسى، وتدوير النفايات بطريقة الفرم، وتولت القوات المسلحة مسئولية وجبات الطعام للإقامة الداخلية، حسب الدكتور سعد مكى، وكيل وزارة الصحة بالدقهلية. وقال أشرف إبراهيم السايح، أحد المواطنين بمدينة أجا بالدقهلية، إن مستشفى أجا المركزى كان به 5 حضانات أطفال وماكينتان فقط للغسيل الكلوى، وهو مركز كبير يخدم عشرات القرى، وكانت فى أوقات كثيرة تتعطل، وعندما يحتاج أى منا حضّانة لطفل مولود لا يجد مكاناً قريباً إلا فى مستشفى خاص، ما يجعل اليوم الواحد يتكلف أكثر من 500 جنيه بخلاف ما يحتاجه الطفل من أدوية.
«الحق فى العلاج» يعرف طريقه إلى «الدقهلية» والبداية بـ«أجا ودكرنس»
وأضاف «السايح» لـ«الوطن»: تم العمل على تطوير المستشفى منذ سنتين، وبناء جناح جديد له، وشراء 33 حضانة أطفال، و34 ماكينة غسيل كلوى، وجميعها من أحد الطرز العالمية، وتوفير طاقم طبى مدرب على أعلى مستوى من الكفاءة، والآن الطفل الذى يولد ويحتاج إلى حضانة، يتم نقله فوراً إلى تلك الحضّانات الجديدة بكل سهولة ويسر، ولا يشعر والد الطفل بالتعب والبحث عن مكان فى حضانة فى أى مكان كما كان الوضع منذ سنتين فقط. وأضاف: «نلمس جهود طاقم طبى، وتمويل من الدولة مفتوح من أجل راحة المواطنين، وأى مكان يحدث فيه عجز أو معاناة يتم التفكير فى القضاء عليه فوراً، والأقسام الجديدة وتطوير المستشفى كانت حلماً وأصبح حقيقة أمامنا».
وفى مستشفى دكرنس العام قال خالد عبدالرحمن السيد، أحد المواطنين: «أصيب أخى فى حادث، ولا أصدق نفسى أنه تم التعامل معه فى المستشفى، ووجود جهاز أشعة مقطعية بالمستشفى، وهو ما لم أسمع عنه إلا فى المستشفيات الكبرى فقط، وعندما تعجبت من ذلك، رد علىّ أحد الأطباء بأن وزارة الصحة وفّرت 3 أجهزة حديثة لمستشفيات دكرنس وبلقاس والسنبلاوين، قيمة الجهاز الواحد 16 مليون جنيه، وهذه طفرة كبيرة فى التعامل مع الحالات المصابة». وأضاف «السيد»: «عمل الأشعة فى جهاز الأشعة المقطعية فى المستشفيات الخاصة ومراكز الأشعة يتكلف أكثر من ألف جنيه، بالإضافة إلى بهدلة المريض ونقله عدة مرات خروجاً وعودة إلى المستشفى، وهذا كله يؤثر على الحالة».
«السايح» يروى تجربته مع «أجا المركزى»: «ما بقاش عندنا أزمة حضانات».. و«عبدالرحمن» ما زال مصدوماً: «أول مرة أعمل أشعة ببلاش».. و«الشبراوى» عن «المنصورة العام»: الخدمة بقت فندقية
«لا أنسى أبداً ما حدث معى فى مولودى الأول عندما وضعت زوجتى طفلاً يحتاج إلى حضّانة، كان قلبى يتقطع على ابنى الذى يحتاج إلى حضانة، وفى نفس الوقت زوجتى فى أمسّ الحاجة لى».. هكذا تحدّث صبحى عبدالجواد العربى، وقال: «ظللت ليلة كاملة أبحث عن مكان لابنى فى حضّانة فى أى مستشفى، ولم أجد، بل إن قيادات الصحة فى ذلك الوقت كانوا يبحثون معى عن حضّانة بها تنفس صناعى، حتى وجدنا مكاناً فى مستشفى خاص استقبل الطفل، وبدأ معه عداد الفلوس يشتغل وكل يوم يمر يريدون منى 500 جنيه بل يطلبون المبالغ مقدماً، بالإضافة إلى المصاريف الأخرى غير الإقامة بالمستشفى».
وأضاف «العربى»: «عندما اقترب موعد ولادة زوجتى للطفل الثانى كنت خائفاً جداً على المولود، لكن وجدت الأمور تطورت كثيراً فى (منية النصر المركزى)، أصبح به قسم كامل للحضّانات، وبمجرد ولادة الطفل، تم وضعه فى الحضّانة وبدون أى تكاليف، وهذا تطور كبير فى الخدمة الطبية لا يشعر به إلا من عاش المعاناة». وتعجّب خالد عبدالباسط الشبراوى، أحد المواطنين، عندما أصيب والده بأزمة قلبية مفاجئة واستدعى سيارة الإسعاف لنقله لمستشفى متخصص فى علاج القلب ففوجئ بسيارة الإسعاف تتوجه به إلى مستشفى المنصورة العام الجديد، لدخول هذه الخدمة له هذا العام ووجود جهاز القسطرة الثلاثية «المخ والأعصاب وقسطرة الأوعية الدموية والأورام لحقن الكبد».
وقال «الشبراوى»: «شاهدت بعينى الكفاءة الطبية المتميزة منذ دخول الحالة وحتى الانتهاء من العملية، والمتابعة الرائعة فى غرفة العناية المركزة، وهذا جعلنى أشعر بوجود تقدم طبى كبير رغم أن هذا مستشفى حكومى كنا نخشى دخوله خلال السنوات الماضية». وأضاف: «خلال إقامة والدى بالمستشفى وجدت وجبات فندقية تقدم للمرضى، ولا تفرق بين مريض وآخر، ويتم صرفها لهم بانتظام ومواعيد محددة، وعلمت أنها توزع عليهم بإشراف القوات المسلحة.. هذا تطور كبير، فقد كان الأهالى يرفضون تلك الوجبات من قبل أو يأخذونها ويرمونها».