بريد الوطن| أعضاء مجلس النواب وثقافة المبايعة
صورة أرشيفية
من المثير للاستغراب والدهشة فى هذه الأيام ووسط زحام اللافتات المؤيدة للرئيس السيسى، أن تجد بين هؤلاء المؤيدين من كتب «فلان الفلانى يؤيد ويبايع السيد عبدالفتاح السيسى للرئاسة»، وما يزيد من دهشتنا أن يكون صاحب هذه اللافتة هو عضو فى مجلس النواب، وعلى الرغم من أن كلمة مبايعة المفروض أنها انتهت من قاموسنا السياسى إلى الأبد خصوصاً بعد ثورتين عارمتين ودستور جديد أعطى للشعب حقه فى اختيار الرئيس بنظام الانتخاب الحر المباشر لفترة واحدة أو اثنتين، إلا أن بعض السادة النواب أصروا على إحياء هذه الكلمة البغيضة من مواتها وأعادوها مرة أخرى لاسترجاع عهود بغيضة أيضاً كان حكامها مؤبدين ولا يؤمنون بالانتخابات أصلاً كوسيلة لاختيار الرئيس أى رئيس، لكن ربما تزول حدة دهشتنا واستغرابنا عندما ننزل إلى أرض الواقع ونعرف أن معظم من يسيطرون على المشهد السياسى فى بلدنا هم من وجوه مبارك، واعتراضنا على استخدام كلمة مبايعة لا يأتى من فراغ أو لمجرد استعراض معلومات، من حيث إنها تخالف نصوص الدستور أولاً، وأنها لا تستقيم مع الاستحقاقات الانتخابية ثانياً، والمبايعة فى المعجم الجامع تأتى من المصدر بايع مبايعة، والمبايعة تجوز للملك أو الخليفة من خلال تقديم البيعة القائمة على العهد والوفاء وقبول ولايته أو خلافته.. نتمنى من السادة النواب وهم المفروض أنهم على درجة عالية من الثقافة والوعى السياسيين، أن يقتنعوا ولو قليلاً بأن ترسيخ هذه المفاهيم السيئة عند الناس ليس بالأمر الهين، خصوصاً ونحن على أبواب ولاية ثانية لرئيس سيأتى من خلال انتخابات وليس بـ«المبايعة».
سيف سعيد
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي
bareed.elwatan@elwatannews.com