على كل لون يا سياسة: فاترينة بويات تتحول إلى مجلة حائط.. «اقرا قبل ما تشترى»
ليست فاترينة لعرض أنواع البويات فقط، لكنها مجلة حائط يمكنك أن تقرأ عليها صحيفة مصر السياسية، فعندما يشتعل ميدان التحرير بالمظاهرات تجد على الفاترينة رأيا سياسيا سارع صاحبها بكتابته، وعندما تنجح الثورة فى الإطاحة برئيس كان يقبع على قلب الشعب طوال 30 عاما، تجد فرحة واحتفالا وكلمات تتراقص على لافتة الفاترينة.
هو محل مختلف عن كل محال منطقة المنيل، يبيع صفائح بوية بألوان السياسة ودرجاتها المختلفة. تقف أمام المحل للحظات، فلا تستطيع أن تحيد عينيك عن الآراء السياسية الساخرة المكتوبة على فاترينة العرض، ولا تستطيع أيضا أن تمنع نفسك من سؤال صاحبه مجدى أحمد: «انت ليك فى السياسة»؟
ليست طريقة مستحدثة، لكنه اعتاد عليها منذ 10 سنوات، يقرأ الصحف ويتابع المشهد السياسى ثم يكتب رأيه أمام الجميع دون أن يخشى عيون رجال أمن الدولة الذين كانوا ينتشرون بالقرب من محله. كان مجدى يعمل فى شركة لكنها استغنت عنه بسبب مشروع الخصخصة، وقتها قرر أن يعود إلى دكان والده القديم بحى المنيل.
شهور قليلة وبدأ مجدى يكتسب شهرة واسعة ليس كبائع للبويات ولكن كمفكر وسياسى، تأتى إليه الناس ليس للشراء فحسب ولكن للحديث معه فى السياسة.
علاقته بالسياسة بدأت منذ عهد عبدالناصر؛ فهو ملهمه وسبب فى استكمال تعليمه العالى، لكنه لم يتفق معه فى مبدأ ترسيخ مراكز القوى الذى كان بمثابة الآفة التى قضت على مصر. يرفض مجدى أسلوب إدارة السادات الذى يراه تفرغ للاهتمام بمظهره وشكله العام ولم يهتم بالشعب، أما مبارك فيراه الأسوأ على الإطلاق.
كان مجدى ناقدا لاذعا للنظام السابق وبسبب ذلك استدعاه جهاز أمن الدولة أكثر من مرة للتحقيق معه فى كتاباته السياسية، وبعد الثورة استخدم مجدى الفاترينة لانتقاد حالة الانقسام فى الشارع المصرى التى اختلفت عن أيام التحرير.