بالصور| اللاجئات السوريات تكسرن القاعدة.. وتعملن بـ"الخرسانة" في لبنان
لم تكن يوما ضعيفة، بل قوية كالجبال لا تهزها أعاصير الحرب ولا يخيفها صوت الأسلحة، تربكها مشاهد الدم حولها، ويعتصر موت أقاربها أو جيرانها قلبها الحنون، ولكن كل هذا لا يكسرها وإنما يزيدها صلابة لطالما عرفت بها المرأة العربية، فعلى الرغم من اضطرار العائلات السورية إلى اللجوء لدول أخرى، إلا أن السوريات اقتادتهن عزيمتهن، إلى العمل جنبا إلى جنب مع أزواجهن، لتدبير معيشتهن، على أمل الرجوع يوما ما إلى موطنهم.
وقفت السوريات اللاجئات في سهل البقاع بلبنان، كتفا إلى كتف مع أزواجهن، في تشييد الكتل الخرسانية، تلك المهنة التي أبدا لم نرى يوما امرأة تعمل بها، ولكن تلك الإرادة مع الحاجة للرزق، تفتح جميع الطرق أمام النساء، وتجعل أصعبها أسهلها أمامهن.
ففي مصنع لإنتاج الخرسانة، يملكه رجل لبناني، يحصد كل زوجين سوريين لاجئين 50 دولارًا مقابل إنتاج 700 مكعب من الكتل الخرسانية، وهو ما دفع الزوجات السوريات إلى العمل تحت شمس النهار اللاسعة، وتعرضهن للإجهاد البدني، فضلا عن النفسي الذي طالما عانين منه، كلما تذكرن حياتهن المستقرة، قبل أن تندلع بها نيران الصراعات والحروب، التي أودت بهم إلى هذا المطاف.