أهالى طور سيناء يعلنون العصيان المدنى بسبب الانفلات الأمنى
لليوم الثانى على التوالى يواصل أهالى طور سيناء، من الموظفين والعاملين المصريين الوافدين، اعتصامهم أمام مبنى مديرية الأمن وديوان عام المحافظة، احتجاجاً على الانفلات الأمنى الذى تشهده المدينة، وعمليات الاعتداء المستمر من قبل مجموعة من شباب البدو الذين يمارسون عمليات إجرامية من قتل وسرقة وتحرش واعتداءات على السيدات والفتيات بالشوارع والمحلات، ويقتحمون الشقق على الآمنين دون وجود رادع لهم.
وأغلق الأهالى جميع المديريات والمصالح الحكومية بالجنازير، وتظاهروا فى مسيرة طافت شوارع المدينة، وهم يحملون نعوشا على أكتافهم حداداً على عملية الانفلات الأمنى الموجود فى طور سيناء، مطالبين بإسقاط المحافظ وجميع القيادات الأمنية الموجودة بالمحافظة.
فيما اعتصمت السيدات والفتيات داخل الخيام تخوفا من اقتحام البدو عليهن شققهن وحضّرن وجبات الإفطار والسحور داخلها.
ويعيش الوافدون فى مدينة طور سيناء فى حالة رعب وهلع، خاصة الأطفال والسيدات، نتيجة إطلاق شباب البدو المجرمين النيران فى الهواء بجوار العمارات والشقق، فضلاً عن اختطافهم الفتيات بالسيارات نصف النقل دون لوحات معدنية، وهم يحملون أسلحة آلية ورشاشات يطلقونها فى الهواء بجميع الشوارع وفى المناطق المتطرفة، مثل منطقتى توشكا وبدر، وكذلك عمليات القتل والسرقة نهارا وجهارا، دون تدخل من الأجهزة الأمنية والشرطة وفشلها فى السيطرة على البلطجية والقبض عليهم.
وقال رضا شفيق، من أهالى طور سيناء: «نحن نعيش فى طور سيناء فى حالة رعب وفزع جراء ما يفعله قلة منحرفة من شباب البدو، وهم يمارسون عمليات إجرامية من قتل ونهب واغتصاب واقتحام الشقق على السيدات للبطش بهن والتحرش بهن بالقوة تحت تهديد السلاح أمام أعين الأجهزة الأمنية».
وأضاف محمد زكى، موظف: «تحملنا كثيراً من بطش البدو، خاصة بعد ثورة 25 يناير والانفلات الأمنى، واتخاذ البدو أسلوب البلطجة والاعتداءات والسرقة واقتحام حرمة البيوت دون رادع، واعتصمنا لكى يتحرك المسئولون ويتخذوا موقفا جادا لحمايتنا والقبض على هؤلاء البلطجية».
وأكد محمد حسن، موظف بطور سيناء، أنهم تركوا شققهم وأقاموا داخل الخيام للاحتماء بها تخوفا من بطش البلطجية، وقرروا الاعتصام والعصيان المدنى، وتعطيل جميع المصالح حتى يتخذ المسئولون أى إجراء تجاه هؤلاء البلطجية.
وقالت رحاب سعد، ربة منزل، تركت منزلى أنا وزوجى وأولادى وذهبنا للاحتماء داخل الخيام الموجودة أمام مبنى المديرية والمحافظة للاعتصام داخلها حتى لا تتكرر عملية اقتحام منزلنا، حيث حاولوا التحرش بى، وطالبوا زوجى أن يطلقنى بالقوة أو يغتصبونى أمام أولادى لولا أننى صرخت بأعلى صوت وخرج الجيران من الشقق المجاورة ففروا هاربين.
وأضافت آمال محمد السيد، موظفة بمجلس المدينة، تعرضنا لعمليات إرهاب وإهانات من قبل شباب البدو وضربوا زوجى لأنه بلغ بسرقة دراجته.
فيما استنكر عبدالله عواد، شيخ قبيلة الجرارشى، الأحداث الجارية التى تشهدها طور سيناء من خلال غلق المصالح الحكومية والمديريات التى تؤدى لتعطيل مصالح مواطنين لا ذنب لهم، وقال إن البدو معروف عنهم عدم الاعتداء على أى سيدة، وهذا الكلام عار عن الصحة.
وأضاف الشيخ عبدالله أن هناك بعض الأفراد، خاصة من البدو، يشعلون حماس المتظاهرين؛ لأن لهم مصلحة فى ذلك؛ من أجل الصوت الانتخابى القادم.
من جانبه أكد اللواء محمود الحفناوى، مدير أمن جنوب سيناء، لـ«الوطن» أن الأحداث التى تشهدها طور سيناء لا بد من احتوائها جيدا، وجميع سيارات الشرطة منتشرة، وبصورة مستمرة، وأفراد الشرطة السريون وغيرهم منتشرون فى جميع الشوارع الرئيسية والفرعية.
وأضاف مدير الأمن أنه خلال الأيام الماضة زودنا أعداد القوات التأمينية فى الشوارع والمناطق المتطرفة، مثل توشكا والجبيل وبدر.
أما من ناحية القبض على الجناة الذين قتلوا الصراف، فقال الحفناوى: سنقبض عليهم خلال ساعات؛ لأنهم يختبئون فى الجبال والمناطق الجبلية.