«البامبو» ينير طريق «مصطفى» ويحوله إلى مدرب للمكفوفين
مصطفى عبدالله أصبح مدرباً لحرفة «البامبو»
«الكمال لله ومفيش إنسان كامل»، بتلك الجملة يلخص مصطفى عبدالله، الذى وُلد فاقداً للبصر، ما يسعى ذوو الاحتياجات الخاصة لإيصاله للمجتمع. تخرج «مصطفى» فى كلية الآداب قسم اللغة العربية والتحق بدبلومة التربوى، آملاً أن يجد فرصة عمل تناسبه، لكنه لم يفقد الأمل عندما لم يجد عملاً فى مسقط رأسه بسوهاج، وسافر إلى القاهرة ليلتحق بإحدى شركات خدمة العملاء بالقرية الذكية، ولكن العائد لم يكن مجدياً لشاب مغترب. بخيبة أمل عاد ابن سوهاج من القاهرة لتتفتح أمامه سبل أخرى، حيث تدرب على حرفة البامبو، التى أصبح مدرباً لها فيما بعد لأصدقائه من المكفوفين.
يقول «مصطفى»: «رجعت سوهاج، وكلمت أستاذة صفاء لأنها مدربتى من أيام الجامعة على الكمبيوتر، وحكيت لها المشكلة، وكانت بدأت تدريب بنات مكفوفات على البامبو، ومن هنا بدأت توسع الفكرة، وعملت تدريب للمكفوفين ذكور وإناث». يأتى «مصطفى» بثلاثة أعواد من البامبو ويضع فوقها أربعة أعواد مشكلاً علامة الموجب، ثم يأتى بعود طويل يصل إلى ستة أمتار ويبدأ بجدل الغُرز، منتبهاً لأن لا يعلو أحد الخيوط فوق الآخر، حرصاً على الشكل الجمالى. ويتابع الشاب الذى أصبح مُدرباً بمزيد من الفخر: «فيه خطوات الكفيف مايقدرش يعملها زى التشطيبات، وعلشان كده بيبقى فيه تعاون فى الوحدة الإنتاجية بين الكفيف وذوى الإعاقات الأخرى، والحمد لله أنا بقيت شبه محترف بعد ما علمت إخواتى وزوجتى، وبتعلم كل يوم جديد لحد ما عملت شاسيه أباجورة».
ابن سوهاج: «ياريت لو شفت حد كفيف بيتسول ما تديهوش فلوس»
لا ينتهى يوم «مصطفى» عند الذهاب للأكاديمية التى تبعد عن محل إقامته ما يزيد على ساعة ونصف، فعندما يعود يساعد أهل قريته وأصدقاءه فى صيانة أجهزة الحاسب الآلى، وإعطاء حصص تعليمية فى قراءات القرآن المختلفة للأطفال.
وهو لا يرى فرقاً بين الكفيف وغيره، إلا فى نظرة المجتمع بطريقة يراها غير منصفة، ويقول: «مفيش فرق بين المعاق وأى إنسان، وياريت لو شفت أى حد كفيف بيتسول ماتدهوش فلوس، وقوله روح شوف غيرك بيعمل إيه ونجح إزاى».