بأكياس غزل البنات أحمد وصديقاته قرروا إسعاد المواطنين بشرط: "فرح غيرك"
أثناء توزيع غزل البنات بالشارع
"شكلك قاعد متكدر، فرفش كده إحنا بنحاول نبسطك، وإنت كمان لازم تفرح اللي حواليك" لم يستوعب رامي أمير تلك الكلمات، التي خرجت على لسان شاب يحمل في يده كيس غزل بنات، منتظرا منه أن يأخذه، لكن دهشة الشاب من الموقف تحولت إلى ابتسامة كبيرة، حين قرأ على ورقة صغيرة بجوار الحلوى عبارة "لو قدرنا نفرحك النهاردة حاول تفرح حد غيرك عشان الفرحة تكتر".
خلف تلك المبادرة مجموعة شباب قرروا أن يغيروا من مفهوم المساعدة والدعم، متمنين أن يكون للحلوى أثرا في أفكار بسيطة لكنها على قدر كبير من الإيجابية.
كان أحمد عادل يجلس مع صديقتيه ولاء الغول وماهيتاب هادي، يتحدثون في أمور عدة من بينها كم الضغوطات النفسية التي يمر بها البعض، نتيجة لمشكلات بأشكال مختلفة، ليتحدث الـ3 عن فكرة بسيطة يكون لها رد فعل مختلف من قبل المواطنين بالشارع، وتنتهي الجلسة إلى فكرة حملت اسم "باب فرحة" سريعا ما استجاب لها أصدقاء آخرون.
"قلنا نجيب غزل بنات ونعمل معاه ورقة تعرف الناس إن كل هدفنا إنهم يفرحوا، وفي نفس الوقت يعملوا حاجة تفرح غيرهم ويكتبوها على هاشتاج باب فرحة" يحكي أحمد الذي يعمل في مجال التسويق، وكان له خبرة في بعض الأعمال الخدمية، لكنها كانت مختلفة عن تلك المبادرة: "هدفنا إن الناس تبقى مبسوطة، وتتقبل خدمة بعض، وإن اللي عنده فكرة حلوة ينشرها عشان ننفذها أو هو ينفذها".
في أول تجربة نزل الشاب إلى منطقة الزمالك ووزع الحلوى برفقة صديقاته ومعهم 150 كيسا، وبينما كان يحسب البعض أنهم يبيعونها كان آخرون يظنون أنهم يهدفون إلى تسويق منتج ما: "لحد ما أقنعنا الناس إن دي مجرد فكرة لنشر أفكار إيجابية ومحاولة إسعاد الناس مش أكتر".
آية وسلمى وفطيمة ودنيا ودينا وأمنية ويمنى وفايزة، بعض الفتيات ممن انضمن لتلك المبادرة، وفي المرة الثانية التي نزلت فيها المجموعة إلى الشارع لتوزيع الحلوى كلن معهم 300 كيس، وجرى توزيعها بمصر الجديدة، وهناك كان رامي الذي فوجئ بالشاب وهو يقدم له كيس غزل البنات.
"كانت حاجة حلوة وسط ما الواحد قاعد مخنوق ومتضايق، وبتقول إن الشباب لسة بخير وإن في أمل بكره يبقى أحلى" يحكي أمير الذي صور المشهد ونقله عبر صفحته على "فيس بوك" وقرر أن يقدم أمرا مماثلا، لم يحدد شكله النهائي بعد.