بريد الوطن| لغة العيون والنفوس المريضة
لغة العيون والنفوس المريضة
من أكثر اللغات التى تحمل بداخلها بحاراً من المشاعر والأحاسيس والفرح والشجن والبكاء، فمن خلال العين تكتشف الشخصيات وأفكارها وتركيباتها المختلفة ويمكن الحكم عليها، العين تعشق كل جميل لكن يأبى البعض إلا أن يرينا طمعها وجشعها وهوانها على الناس وحسدها وتآمرها وشهواتها وتكبيل الإنسان وتحميله بالهموم والأعباء وتدمير سحر الطبيعة وسيطرة كلام الباطل وضياع الحق وأفول الحقيقة والتيه والتوهان والخوف، تتفرع العين إلى مزيج من النظرات، فهناك النظرة الطيبة وهناك النظرة الخبيثة وما أكثرها، ومن أجمل النظرات وأكملها رقياً التأمل فى مخلوقات الله سبحانه وتعالى، وأخذ العظة منها والإيمان بقدرة الخالق وألوهيته، السرحان بالعين يصور لك الحياة كأنها شريط ذكريات، وأول من يزرع الحب فى القلب كأنهما شىء واحد لا ينفصلان عن بعضهما البعض، وهذا هو زمن الإنسان.. يظلم.. يجور.. يكذب يبيع الوهم عبر الأزمان، يلقب نفسه بالصالح وما هو إلا بالطالح، يظن أن بمقدوره إصلاح من أفسده الدهر فى البنيان، ولكنه للخراب عنوان وللمهانة أستاذ، يوجد أشياء كثيرة تختفى داخل ووراء العيون، ولكن عندما تتوافق نوافذ الأرواح ويزداد الاهتمام والتقدير يسهل قراءة ما تخبئه العيون وأبت أن تبوح به.
سامى جابر
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي
bareed.elwatan@elwatannews.com