"إسود وردي".. قصة مشروع سينمائي لم يكتمل للراحل أسامة فوزي
المخرج الراحل أسامة فوزي
"إسود وردي" للمخرج أسامة فوزي، لم يكن مجرد عنوان رهان جديد، لم يكن مجرد عمل أدبي مشجع على العودة إلى الساحة، لم يكن سيناريو أخير يحمل اسم صاحبه قبل رحيله، الذي كان يرغب أن يكون جزءا جديدا من مشروعه السينمائي المتفرد، حتى قبل أسابيع قليلة من رحيله المفاجئ كان مازال يحمل الأمل داخل طيات قلبه المجهد من الحياة، في تقديم الفيلم بعنوان "أسود وردي"، ليكون آخر عمل كان يرغب فوزي في تقديمه قبل وفاته.
"بالألوان الطبيعية" إنتاج عام 2009، فعليا هو آخر أعمال الراحل أسامة فوزي، ليكون تتمة رباعية مشروعه السينمائي، ولكن الكواليس بها حكاية أخرى، في 2014 عندما أصدار للكاتب مصطفى ذكري روايته السابعة "إسود وردي"، تشجع "فوزي" ليعيد التعاون مع الكاتب الذي جمعه به أول فيلمين في مشواره السينمائي "عفاريت الأسفلت" و"جنة الشياطين"، ويعيد الثنائي معا النجاح الذي حققاه في تلك التجارب.
الرواية في أصلها أقرب إلى النص السينمائي، وقريبة من عوالم "فوزي" و"ذكري" الغرائبية التي قدماها معا سابقا، حيث تدور أحداث الرواية المأخوذ عنها الفيلم حول "خالد" الذي يجري بحث غامض حول كتاب نادر بعنوان "خسوف كلي" لـ جاليليو جاليلي، وتكون الشخصيات الأساسية في الرواية هم اللذين استعارو الكتاب من المكتبة على امتداد سنوات متباعدة، وهي الشخصيات التي يبحث عنها خالد، ليدخل إلى عوالم ويلتقي بشخصيات مختلفة في تلك الرحلة، لتظل "رحلة البطل" هى أبرز سمات سينما "فوزي" وفقا للناقد رامي عبد الرازق.
وبالفعل جرى الاستقرار على فريق عمل الفيلم الذي كان يتكون وقتها من عمرو واكد، لبنى عبد العزيز وجميل راتب، وبالفعل تم التعاقد معهم على أدوارهم بالفيلم، وكان يتم الإنتاج من خلال شركة "زاد"، انتشرت أخبار في ذلك الوقت عن توقف الفيلم بسبب انشغال بطله عمر واكد بمجموعة من الأعمال الفنية.
منذ ذلك الوقت توقف الحديث عن الفيلم نهائيا حتى نهاية 2018، عندما ظهرا للنور بحثا عن فرص للتمويل، وذلك بعد قبول الفيلم في مسابقة الدعم التي أقامها مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ 40 ضمن "ملتقى القاهرة السينمائي"، في مرحلة قبل الإنتاج، ولكن للأسف خرج الفيلم خالى الوفاض، وبرحيل "فوزي" يظل مشروعه الأخير معلق.