بروفايل| "شارون".. رحيل السفاح
مات أخلاقيا وإنسانيا منذ القدم قبل أن يمت إكلينيكيا بسبب جلطة دماغية أدخلته في غيبوبة دائمة منذ يناير 2006، واستمرت ثماني سنوات إلى أن مات نهائيا أمس عن عمر يناهز الـ85 عاما.
هو آريئل صموئيل شينرمان، الاسم الحقيقي لرئيس الوزراء الإسرائيلي الـ11 في تاريخ إسرائيل آريئل شارون. إرهابي صهيوني ارتبط اسمه بالكثير من المذابح والمجازر المنافية لأي عرف أو قانون، ما جعله يستحق عن جدارة اعتباره مجرم من مجرمي الحروب.
وُلد "شارون" في فلسطين عام 1928، فترة الانتداب البريطاني على فلسطين، لأبوين من اليهود "الإشكنازيم (الغربيين)"، هربا من بولندا إلى فلسطين بسبب الفقر. وعندما بلغ من العمر 14 عاما، انضم إلى عصابات "الهجاناه" المسلحة، والتي لعبت دورا كبيرا في حرب اليهود مع العرب وصولا إلى نكبة 1948 وقيام دولة إسرائيل المزعومة، بعدها انتقل إلى الجيش الإسرائيلي. وكانت مجزرة "اللد" هي أول مجازره.. حصد خلالها أرواح 426 فلسطينيا، بعد أن أعتقلهم في أحد المساجد.
شارك "شارون" في قتل الأسرى المصريين بعد حرب النكسة عام 1967. كما شارك في حرب أكتوبر وكان مكلفا باحتلال مدينة الإسماعيلية، بعد فتح ثغرة "الدفرسوار"، ولكن سرعان ما قام الجيش المصري بالسيطرة على تلك الثغرة، وسحق كتيبة المدرعات التي كانت تحت قيادته، بواسطة الكتيبة 16، التي كانت تحت قيادة المشير محمد حسين طنطاوي، الذي حاصر "شارون" وفرقته، ما أجبر القوات الإسرائيلية على التراجع، وأصيب "شارون" بعد هذة المعركة.
عام 1982، ارتكب "شارون" أبشع مجزرة في تاريخ وهي مذبحة "صبرا وشتيلا" في العاصمة اللبنانية "بيروت"، والتي يقدر ضحاياها 3500 قتيل، والتي أدانها كل المجتمع الدولي حينها. وفي عام 2000، قام "شارون" باقتحام المسجد الأقصى وهو ما تسبب في قيام الانتفاضة الفلسطينية والعربية.
كل هذة المذابح جعلته "سفاح صهيوني" يتغذى على الدماء العربية. من أقواله المأثورة: "جميعنا يجب أن يتحرك.. يركض.. نستولي على مزيد من التلال.. نوسع بقعة الأرض التي نعيش عليها.. كل ما بين أيدينا.. كل ما بين أيدينا لنا.. وما ليس بأيدينا يصبح لهم"، وهو ما يوضح مدى سعية لاحتلال المزيد من الأراضي العربية.
قال له دافيد بن جوريون، أول رئيس وزراء لإسرائيل: "لا تقرأ يا آريئل فأنت لا تصلح إلا للقتل، ونحن بحاجة إلى قتلة أكثر من مثقفين".