مركز تعليم وتدريبات.. خطة «الدراسات الإفريقية» بعد رئاسة مصر الاتحاد
كلية الدراسات الإفريقية
منذ لحظة الاستلام الرسمي التي جرت أمس، بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وعلى امتداد عام كامل، تتولى مصر رئاسة الاتحاد الإفريقي لأول مرة منذ نشأته عام 2002 خلفًا لمنظمة الوحدة الإفريقية، بما يعد تتويجًا لجهود البلاد خلال السنوات الأخيرة لتعزيز العلاقات مع القارة الإفريقية، وتجسيدًا لاستعادة الدور المحوري المصري كإحدى الدول المؤسسة لمنظمة الوحدة الإفريقية الأم في ستينيات القرن الماضي.
الحدث التاريخي الذي تابعه العالم أجمع من العاصمة الإثيوبية أديس ابابا، استعد له أساتذة كلية الدراسات الإفريقية العليا بطريقة مختلفة، منذ بداية العام الحالي، وبدأ القائمون عليها إطلاق مشاريع جديدة لتأهيل جيل من الشباب القادر على القيادة بشكل فعال، من خلال برامج تدريبية معتمدة ترسيخًا لدور مصر في القارة الإفريقية، حسب تصريحات الدكتور السيد رشاد، منسق عام شؤون الطلاب الأفارقة الوافدين بجامعة القاهرة، وأحد مسؤولي مشروع "1000 قائد إفريقي".
البرامج التدريبية المقرر انطلاقها بالكلية تجرى بالتعاون مع بعض المؤسسات التدريبية ووزارة الشباب والرياضة لخدمة الشباب الأفارقة الدارسين، وفي حديثه لـ"الوطن"، أكد الدكتور رشاد، أنَّ الكلية تعمل منذ زمن طويل في مجال العمل الإفريقي، وتسعى دائمًا لتقديم خدمات بحثية وتثقيفية وتوعوية لطلاب إفريقيا الوافدين ويتخصص مكتب رعاية شؤون الطلاب الأفارقة في تقديم الدعم لكل الطلاب الأفارقة سواء من داخل جامعة القاهرة أو الجامعات المصرية بشكل عام.
إلى جانب ما سبق، تستعد الكلية من خلال مركز تعليم اللغات الإفريقية التابع لها تقديم دورات للأفارقة لتعلم العربية ودورات للمصريين لتعلم اللغات الإفريقية لنشرها بينهم من أجل دمج وتوحيد شباب القارة، وفقًا لـ"رشاد".
وتسلم الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي، أمس، من الرئيس الرواندي، بول كاجامي، وأكد السيسي أن مصر ستعمل جاهدة على مواصلة الطريق الذي بدأناه معاً للإصلاح المؤسسي والهيكلي والمالي للاتحاد، واستكمال ما تحقق من إنجازات، ترسيخًا لملكية الدول الأعضاء لمنظمتهم القارية، وسعيًا نحو تطوير أدوات وقدرات الاتحاد ومفوضيته لتلبية تطلعات وآمال الشعوب الإفريقية.
وانطلقت أعمال القمة الـ32 العادية للاتحاد الإفريقي، أمس، ووفقًا لتقاليد الاتحاد، حيث عقدت جلسة مغلقة للقادة ورؤساء دول وحكومات الدول الإفريقية، واستعرض خلالها الرئيس الرواندي بول كاجامي، الذي تنتهي مدة رئاسته للاتحاد، ما أنجزه خلال فترته على صعيد الإصلاح المؤسسي.
ويتضمن سجل العلاقة "الإثيوبية - المصرية"، عددًا من العوامل المشتركة والمتباينة ضمن العامل الجغرافي للبلدين وتطور الواقع السياسي المحلي والإقليمي، حيث تدفع هذه العوامل بحكم توازنات معينة إلى تقارب وتباعد، فضلًا عن إرث التعايش الإنساني الضارب بجذوره في تاريخ الحضارتين الفرعونية والحبشية.