"المعاناة تولد التفوق".."آية" من عاملة بمحل لبطلة الجمهورية في "القوى"
آية بطلة الجمهورية في ألعاب القوى
توفي والدها منذ 6 سنوات، وتركها وأسرتها، ولم يترك لها خياراً غير العمل والاجتهاد بجانب ممارسة تمارينها الرياضية بنادى الإرادة والتحدى بكفر الشيخ، تحملت الإنفاق على أسرتها المكونة من والدتها و4 شقيقات، جميعهن في مراحل التعليم المختلفة، فتحدث الظروف قبل الإعاقة، واستطاعت الحصول على أكثر من ميدالية ذهبية خلال مشاركتها مع منتخب مصر لألعاب القوى، وأصبحت حديث أهالي منطقتها، حتى تغيرت نظرتهم لها.
صباح محمود عبد الرازق، الشهيرة بآية، صاحبة الـ23 عاماً، والمقيمة بحى القنطرة بمدينة كفر الشيخ، تجدها تقف بصلابة وقوى داخل الملعب أثناء أداء التمارين الرياضية، تظهر الثقة على وجهها البشوش، الجميع يعرفها بطيبتها وصبرها وتحملها للظروف القاسية، حيث كانت تعمل عاملة بمحل داخل بمنطقة سكنها، واستطاعت أن تتغلب على إعاقتها وتشارك فى بطولات محلية ودولية، آخرها بطولتا هولندا وإفريقيا لذوي الاحتياجات الخاصة.
البطلة: "الإعاقة مش عيب وحصدت ميداليتين ذهبيتين"
تقول آية: "ولدت وأنا مُصابة بكسر وتقوس طوله 5 سنتيمترات في الطرف الأيمن أسفل القدم، وصُنفت على أنني من ذوي الاحتياجات الخاصة، لكنني صممت على التعليم فدرست حتى حصلت على الشهادة الثانوية الفنية الزراعية، وبدأت أعوض إعاقتي بممارسة الرياضة فى منطقة إقامتى منذ سن العاشرة، لكنى كنت أرى زملائى يلعبون فى نوادٍ كبيرة فكنت أبكى وتمنيت الالتحاق بنادى حتى أتغلب على إعاقتي، وفى يوم وأنا في سن الـ14 عاماً نصحتنى صديقتى بالتقديم بنادى الإرادة والتحدى، ووقتها قلت لها إنهم لن يقبلونى، فقررنا سوياً الذهاب والتقديم، وقابلت اثنين من اللاعبين هما مطاوع أبو الخير ومحمود العطار، وقررا إلحاقي بالنادى".
تضيف آية كما تحب أن يناديها الناس: " لما روحت النادى وشوفت الإعاقات حسيت إنى مش معاقة، وقولت لازم أتحدى وأبقى كويسة، ومع أول سنة انضميت للمنتخب فى كرة الطائرة كان وقتها عندى 16 سنة، وكمان لعبت ألعاب قوة، حصلت على ميداليتين ذهبيتين وسافرت بطولة إفريقيا مرتين فى ألعاب القوى، وشاركت فى بطولة ألمانيا واتأهلت لكأس العالم، كل بطولة بحصد المركز المتقدم، حصلت على المركز الأول فى كل بطولات الجمهورية وإفريقيا لألعاب القوى إلا واحدة حصدت المركز الثانى إفريقيا لأننى كنت مريضة، وتأهلت لبطولة كأس العالم ونفسى أشارك فى بطولة إفريقيا تكنو 2020".
لاعبة الإرادة والتحدي: "أنا بصرف على أسرتي ونفسي أتوظف"
توضح لاعبة الإرادة والتحدي: "اتحديت كل الظروف، وتحملت الإنفاق على أسرتي، اشتغلت في محل والناس بتنظر للمعاقين على أنهم أقل من الأصحاء، بس كنت محتاجة فلوس، والدى مات وسابلنا معاش 1300 جنيه لأنه كان موظف فى شركة الأتوبيس، ووالدتى لا تعمل فتحملت مسؤولية أسرتى، ومع الانضمام للمعسكر كنت أترك العمل، والنادى لم يعطني راتبا، فكان لازم أشتغل، وأنا بحمد ربنا فإعاقتي سبب وجودى وسعادتى".
تؤكد اللاعبة: "مثلت مصر فى المحافل الدولية لكننى لم أحصل على حقى فى وظيفة تؤمن حياتى وتجعلنى أشعر بالاستقرار، بروح أشتغل عند الناس مش بيقدروا لأنهم بينظروا نظرة شفقة للمعاقين، بس أنا عاوزة أقول إنهم هما المعاقين مش أنا، لأن إعاقتي في جسدي وتفكيرى شغال، الإعاقة مش عيب وعندى إرادة أقوى منهم، لدينا قدرات وقوى مش عند حد، وعاوزة أقول للرئيس اهتم بالمعاقين وساعدنا خاصة وإننا مسؤولين عن أسر، 2018 عام المعاقين لكننا لم نشعر به حتى الآن، ويجب أن تهتم الدولة برعايتنا من جميع الجوانب الاجتماعية والرياضية، حتى لا يتحكم بنا أصحاب الأموال".