«صباحى».. النسر لا يتراجع
لا تنكسر، ولا تنهزم، ولا ترفع الرايات البيضاء.. تهوى التحليق بين الأعالى، فإن انتهت بها الرحلة؛ ماتت واقفةً على قمم الجبال.. فيها نزوعٌ إلى العلو، ويملؤها كثيرٌ من التحدى. هكذا حال النسور، وعلى هذا الطريق اختار «نسر» الانتخابات الرئاسية الماضية أن يمضى، مُصراً على أن يحافظ على موقعه، وألا ينزل إلى مقاعد المشاهدين: لا تراجع ولا استسلام.
حمدين صباحى، المرشح الذى فاجأ الجميع بالسباق الرئاسى الأول بعد «25 يناير»، واستطاع أن يتجاوز الأربعة ملايين صوت انتخابى، ليصبح على مقربةٍ من المرشحَين اللذين خاضا جولة الإعادة، دون أن تدعمه جماعة، أو تُفتح له خزائن الأموال الانتخابية التى وقفت خلف آخرين.. لم يفز بتاج الإمارة، ولم يدخل القصر الرئاسى بصحبة أهالى الشهداء، كما أراد ووعد، لكنه علا فى سماء المشهد السياسى، وأصبح فى صدارة القوى المعارضة لنظام لم يصبر عليه المصريون أكثر من عام؛ ليتمردوا ضده، ويسقطوه.
برز اسمه كمعارض تحت قبة مجلس الشعب من 2005 إلى 2010، ثم انضم كعشرات السياسيين والمعارضين إلى الجمعية الوطنية للتغيير التى تأسست فى 2010 ورفعت المطالب السبعة للتغيير، وشارك ابن دائرة «البرلس والحامول» بكفر الشيخ فى الانتخابات البرلمانية الأخيرة فى عهد حسنى مبارك، والمعروفة بـ«انتخابات أحمد عز» التى شهدت سقوطاً لجميع نواب المعارضة، ومنهم «صباحى»، لتنفتح فوهة البركان وتنطلق نيران الغضب، ويصبح «حمدين» بعد ذلك فى مقدمة صفوف «الثورتين»، الأولى والثانية، ضد النظام السابق، والأسبق.
«جئنا هنا لنقول لا للفساد ولا للاستبداد.. ولا نريد إلا الاستقلال لقرارنا الوطنى.. وحرية وكرامة إنسانية وعدالة اجتماعية.. ولتسقط دولة الظلم والبطلان».. كلماته التى واجه بها نظام «مبارك»، ورددها فى ميدان التحرير باليوم الأول من ثورة 25 يناير 2011، وهى نفس الكلمات التى عاود القذف بها فى وجه «نظام المرشد» فى 30 يونيو 2013.. لكنّ الأوضاع تغيّرت بعد هذا التاريخ، وتبدّلت الموازين، وانصرفت الأنظار بعيداً، وتقلّصت الشعبية، ورحل الكثير من أصدقاء الأمس، ليولّوا اليوم وجوههم شطر صوبٍ جديد: «أنا مَلِك الصدى.. لا عرش لى إلا الهوامش» هكذا يبدو «صباحى» اليوم محدثاً نفسه، وينعى شركاء غادروا الطريق، مردداً: «سقط القناع.. لا أخٌ لك يا أخى، ولا صديقٌ يا صديقى، ولا ذراع».
لكنه يأبى أن يتراجع كما طالبه كثيرون، ويرفع الرايات البيضاء قانعاً بمساحة الهامش الآمنة؛ ليعلن فى مؤتمر ذكرى الشهداء، أمس الأول، بمركز إعداد القادة، قراره خوض «ماراثون الرئاسة» غير الآمن.. وقال: «أنا حمدين صباحى أعلن نيتى الترشح لمنصب رئيس الجمهورية على مبادئ 25 يناير و30 يونيو، متعهداً بالعمل على تحقيق أهداف الثورة وآمال المصريين»، قالها غير مكترث باتهامات «عشق السلطة» التى واجهته طيلة الفترة الماضية، ولا صيحات التخوين والتشكيك التى علت حوله، عازماً على أن يعلو فوق كل الاتهامات، ويطير خارج السرب، ويحلق مجدداً.
خاض معركة الانتخابات الرئاسية الماضية وهو لا يحمل بين يديه إلا تجربة سابقة بالبرلمان، ونيشان ثورة 25 يناير، وخطاباً اجتماعياً يمس هموم المصريين وآلامهم، فكانت المفاجأة كبيرة بعد أن صار محط أنظار الرافضين لعودة «دولة مبارك» من ناحية، أو إعطاء أصواتهم لمندوب «مكتب إرشاد الجماعة» من ناحيةٍ أخرى.. تلك المساحة التى تكوّنت معها «شفرة صباحى» واستطاع أن يتحول من عضو مجلس شعب سابق، إلى «واحد مننا»، ويودع السباق بهزيمة تحمل طعم الانتصار. فهل يمكنه هذه المرة تحقيق انتصار خالص.. أم يتحول الحلم كابوساً، ويقوده الطريق -الذى يبدو أكثر خطورة عما ذى قبل- إلى مشهد النهاية الذى يسقط فيه «صباحى» -على طريقة النسور- واقفاً بكبرياء.
اخبار متعلقة
الفنانون يختلفون حول قرار ترشح حمدين صباحى للرئاسة
«الإنقاذ» تنقسم حول دعم «صباحى» فى الرئاسة
قوى إسلامية: ترشح «صباحى» مناورة للحصول على منصب فى الرئاسة
«الإخوان»: الأمر محسوم لـ«السيسى»
مواجهة ساخنة من داخل «الجبهة»: الرئاسة بين المشير و«الثائر»
طلعت فهمى: ترشح «السيسى» سيوسع دائرة المخاطر الخارجية.. وانشغال الجيش بالسياسة «ضار»
«رفعت السعيد»: من حق «صباحى» الترشح.. ومن حق الشعب اختيار من ينقذه
أزمة «صباحى - السيسى» تعصف بـ«تمرد»: «بدر» يجمد عضوية «شاهين وعبدالعزيز والقاضى».. و«العمومية» تتجه لـ«فصلهم»
فيروس الانقسام يصل مكاتب المحافظات.. استقالات بالجملة وسحب ثقة
مواجهة بين «تمرد» صباحى.. و«تمرد» السيسى
محمود بدر: لا تراجع عن دعم «السيسى» فى «الرئاسة» والموقوفون تحدثوا باسم الحركة خلافاً للحقيقة
حسن شاهين: «تمرد» ليست ملكاً لأحد وبيان «دعم صباحى» وقع عليه 50 عضواً
عسكريون: إعلان «صباحى» خوض السباق سيزيد من «الحراك الديمقراطى»
«برلمانيون»: أهلاً بـ«صباحى» مرشحاً للرئاسة.. وأصواتنا لـ«السيسى»
إعلاميون: الهجوم الإعلامى الحكومى على «صباحى» عودة لعصر «عبادة الفرد»
سياسيون: ترشحه قرار صائب.. ويمنع تحول الانتخابات لاستفتاء حول «السيسى»
حتى المواطنون اختلفوا حول ترشيح «صباحى» للرئاسة
تاجر من الدقهلية ناصحا: انسحب من الانتخابات الرئاسية.. الدولة تحتاج «بدلة عسكرية»
تاجر سيارات يؤيده: مصر بحاجة إلى عبدالناصر دون خلفية عسكرية