جامع قمامة بدرجة محاسب.. "عادل" يضع خطة لحل أزمة "الزبالة"
"كيس الزبالة ميوصلش شارع".. خطة عادل النموذجية بجامع قمامة لكل 300 شقة
شحاتة المقدس
"جامع قمامة بدرجة محاسب" مهنة ووضع ارتاح له عادل حسن كثيرا، فقد غُرس حب المهنة، التي ورثها عن والده، بداخله منذ الصغر، وأرغمه حبها على ترك مؤهله الجامعي "بكالريوس تجارة"، وقرر العمل في جمع القمامة بدلا عن المحاسبة.. تواجده وسط تلال القمامة يوميا مكنه من وضع يده على المشكلة الأساسية التي تؤدي لتراكم القمامة وهي تواجد أكياس القمامة في الشارع، ما جعله يبلور فكرة للتخلص نهائيا من "متاعب القمامة"، قدمها لنقابة جامعي القمامة، للوصول إلى "الحي النموذجي"، تقوم على إيجاد حلقة وصل بين جامعي القمامة وأهالي المنطقة، لجمعها من المنبع.
30 عامًا عاصر فيها "عادل"، 50 عاما، المشكلة، فاستطاع تحديد ما يؤججها وهو تواجد أكياس القمامة بالشوارع، ما جعله يبلور فكرته حول منع وصول "كيس القمامة" للشارع عن طريق تعريف كل مواطن بالعامل المسؤول عن جمع القمامة من شقته، وتقديم معلومات محددة لجامع القمامة عن منطقته، "لو الكيس منزلش الشارع يبقى قضيت على المشكلة.. هدفي تطوير المهنة اللي بحبها" يقول "عادل" لـ"الوطن".
عادل حسن: الخطة تستخدم التكنولوجيا للوصل بين جامع القمامة والمواطن
"قاعدة بيانات إلكترونية تشمل العنوان التفصيلي واسم الساكن ورقم تليفونه وعدد أفراد الأسرة، يقابلها بيانات تشمل اسم العامل ورقم تليفونه"، تلك هي الملامح الأولى لخطة عادل الذي يقيم بمنطقة "باب الشعرية"، موضحا أن كل عامل سيقع على عاتقه جمع القمامة من 300 شقة قد تشمل وحدات سكنية أو تجارية أو إدارية أو خليط بينها، مُضيفًا: "لو الساكن معاه رقم العامل المسؤول عن منزله والعامل معاه رقم الساكن وعنوانه، هيبقى سهل يتواصلوا مع بعض".
"إدخال التكنولوجيا وقواعد البيانات في المنظومة يسمح بمحاسبة المُخطئ"، وفقا لصاحب خطة "الحي النموذجي"، فعندما يشتكي أحد المواطنين من تأخر أو عدم ذهاب جامع القمامه إليه، سيتمكن المسؤول من الوصول لاسم جامع القمامة وإرساله على الفور واتخاذ اللازم تجاهه، وفي نفس الوقت سيشكل ذلك حافزا للمواطن لعدم إلقاء قمامته في الشارع النظيف عندما لا يجد أماكن تتكدس فيها القمامة، لافتا أنه سيتم تحديد عدد أيام جمع القمامة وفقا لطبيعة كل منطقة وكمية مخلفاتها.
صاحب خطة "الحي النموذجي": نهدف لمنع وصول أي "كيس زبالة" للشارع
"من باب البيت لسيارة القمامة" محور جديد من عناصر الخطة التي وضعها "عادل" ونقيب جامعي القمامة بالقاهرة الكبرى "شحاتة المقدس"، بهدف القضاء على النباشين، لتنال الخطة دعم أعضاء النقابة بعد التعديل عليها.
ويتجه نقيب جامعي القمامة وصاحب الفكرة، اليوم، لمقابلة نائب المحافظ ورئيس هيئة النظافة والتجميل لمناقشتها ووضع إطار تنفيذي لها من خلال الجهات المختصة، خاصة بعد استحسانهم للفكرة، "إحنا وضعنا الفكرة بناء على درايتنا بكل عناصر المنظومة وهي المواطن والزبال والحي ومعداته.. إحنا مش جهة تنفيذ ومستعدين للتعاون مع كل الجهات لتطوير المهنة التي اتولدنا فيها".
جامع قمامة لكل 300 شقة
فكرة "الحي النموذجي" التي ارتكزت على التواصل وتحديد المهام بشكل مباشر، تعمل على القضاء على أي فرصة لوجود القمامة عبر جمعها من المنبع، وفي مرحلة متقدمة يتمنى "عادل" و"المقدس" أن يجري رفع الوعي بفصل القمامة، إذ أكد الأخير لـ"الوطن"، أن "القاهرة الكبرى يخرج منها يوميا 16 ألف طن مخلفات، مقسمة إلى 8 آلاف طن مخلفات صلبة يتم تدويرها بسهولة وتوفر ملايين الدولارات عبر إنتاج منتجات جديدة، و6 آلاف طن مخلفات عضوية وغير ذلك من مخلفات يصعب تدويرها.
وتابع: "إحنا مش أقل من الدول الأوربية وبالتدريج وبالتعاون مع وسائل الإعلام هنقدر نعلم الناس فصل المخلفات.. صعب في البداية لكن مهم علشان نزود قيمة الزبالة".
وأشار إلى أن المدرسة وجميع المؤسسات لها دور في الوصول لـ"حي نموذجي" نظيف يعتمد على التكنولوجيا، عبر القيام بدور توعوي والتشجير ورفع الأعلام على أعمدة الإنارة، كي تزيد الانتماء نحو البئية والمجتمع.