استعدادات محافظة سوهاج للسيول "حبر على ورق".. المخرات مغلقة وسيارات الشفط "خارج الخدمة"
كشفت الأمطار الغزيرة التي تعرضت لها محافظة سوهاج حالة من عدم الاستعداد التي أعلنتها المحافظة منذ يومين عن حالة الاستنفار القصوى وإرسال إخطارات لوسائل الإعلام بأنها على أهبة الاستعداد لمجابهة السيول المحتملة، وتشكيل غرف عمليات في جميع القطاعات، إلا أن تلك الاستعدادات "حبر على ورق"
إثر هطول الأمطار اتضح أن المحافظة لم تستعد لمثل هذا الحدث، حيث إن مخرات السيول طالتها يد الإهمال، ومع زخات المطر الأولى وتجمع المياه انسدت تلك المخرات نتيجة عدم تطهيرها بشكل جيد، وخرجت المياه لتبتلع عشرات الأفدنة في الأراضي الصحراوية التي استصلحها أبناء المنطقة، وأنفقوا فيها آلاف الجنيهات، كما أن الطرق أصبحت بمثابة برك ومستنقعات من المياه، واختفت سيارات شفط المياه التي طالما أعلنت المحافظة جهوزيتها للتحدي القادم، ليتضح أن تلك السيارات معطلة وخارج نطاق الخدمة.
وشهدت نزلة عمارة التابعة لقرية الصفيحة غرب طهطا، سيولا جارفة، دمرت الأخضر واليابس، وأتت على زراعات المواطنين الذين أنفقوا ملايين الجنيهات في استصلاح تلك الأرض الجرداء وتحويلها إلى جنة خضراء، ليصبح مصدر رزقهم في مهب الريح؛ بسبب إهمال المسئولين في تطهير مخرات السيول، ووجد المزارعين أنفسهم مطالبين بسداد ديون أنفقوها في استصلاح وزراعة الأرض الصحراوية لبنوك التنمية.[SecondImage]
كما شهدت مدينة ساقلتة ذات الإهمال في تطهير مخرات السيول، ما أدى إلى إتلاف زراعات القمح بقرية الجلاوية المتاخمة للجبل الشرقي، في حين شهدت قرية العتامنة، التابعة لمركز طما، انهيار منزل من الطين، ما نتج عنه مصرع الطفلة هانم عبدالرازق "14 عاما - طالبة"، كما لقيت سعاد محمد بدوي "55 عاما - ربة منزل" مصرعها في انهيار حائط بمنزلها بسبب تساقط الأمطار بكثافة في المنطقة.
يأتي ذلك بينما شهدت محافظة سوهاج موجة من الظلام الدامس بسبب انقطاع الكهرباء عن أرجاء المحافظة بسبب الأمطار، واقتلعت الرياح العديد من الأشجار بالطرق الرئيسية والفرعية، فيما أعلن اللواء إبراهيم صابر، مدير أمن سوهاج، حالة الاستنفار بين صفوف رجال الشرطة وتم نشر دوريات مكثفة علي الطرق لإرشاد السائقين وسحب السيارات المتعطلة مما ساهم في تقليل أضرار السيول على الطرقات.