بروفايل:وليام تايلور.. مهندس التحول الديمقراطى
دهاؤه «الميكافيللى» كان سبباً فى أن تُسند إليه مهمة من نوع خاص هى «هندسة» التحول الديمقراطى فى دول الربيع العربى «الولايات المتحدة ستقبل بهدوء فوز الإخوان المسلمين بالسُلطة فى مصر» لا تمانع إدارة بلاده الولايات المتحدة فى بلوغ الدول العربية درجة أعلى فى سلم الديمقراطية ولا فى إعادة رسم الخارطة الديمقراطية للمنطقة من جديد، لكن بما يصون العلاقات الأمريكية بدول التحول الديمقراطى.
تتوالى رحلات الصيانة الدورية إلى عواصم الربيع العربى، ينتقل الدبلوماسى الأمريكى ويليام تايلور بين القاهرة وطرابلس وتونس بصفته منسقاً عاماً أمريكياً للتحول الديمقراطى إلى هذه البلدان، منصب مُبتدع منذ سبتمبر 2011 للمبعوث الأمريكى، دوره على الجبهات الأفغانية والبغدادية والأوكرانية كان سبباً وجيهاً للدفع به ضمن دبلوماسيى الصف الأول الأمريكى إلى دول الربيع العربى لضمان العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة وهذه الدول.
يمتلك مهندس التحول الديمقراطى كثيراً من أدوات اللعب، دوره المحورى ومقدرته على كسب ثقة الدول الخارجية عبر مكتب «دعم الحريات» الذى أنشأه عام 1991الذى ساهم فى التعامل الحريص مع الدول الخارجة عن عباءة الاتحاد السوفيتى المنهار حينها، تحت إشراف نائب وزير الخارجية آنذاك ريتشارد آرميتاج، وهو الدور الذى وصفته مجلة «فورين بوليسى» بـ«حجر زاوية» فى ملف التحول الديمقراطى لدول الاتحاد السوفييتى.
زيارته الأخيرة لمصر لم تكن أولى زياراته منسقاً للتحول الديمقراطى فى دولة قنال السويس، فقد شهد أكتوبر الماضى زيارة له على رأس وفد أمريكى رفيع المستوى التقى وقتها المشير المحال للتقاعد محمد حسين طنطاوى، رئيس المجلس العسكرى وقتها، الولايات المتحدة تسعى لحفظ علاقاتها بمصر ضماناً لمصالحها السياسية فى منطقة «الشرق الأوسط» دون الالتفات لشخص الحاكم الفعلى لمصر، يقول الدبلوماسى الأمريكى «إقالة المشير وعنان شأن مصرى».
«اتصالات واشنطن بالحركات الإسلامية ليست حديثة العهد كما أن هذه الاتصالات مع قيادات إسلامية من مختلف دول المنطقة استمرت منذ إدارة بوش» يؤكد الأمريكى الذى تعتبره بلاده «صمام الأمان» لعلاقتها بالنظام القادم.
عاما 2002، و2003 كانا الأكثر تأجُجاً فى الجبهة الأفغانية، العمليات العسكرية استهدفت من اتهمتهم الولايات المتحدة فى أفغانستان بالضلوع فى أحداث سبتمبر 2001، أحداث تفجير مركز التجارة العالمى والبنتاجون كان لتايلور المنسق الأمريكى فى أفغانستان حينها دور هام على الصعيد الدبلوماسى، مقابل للدور العسكرى الذى يلعبه الجيش الأمريكى.
انتقل مهندس الدبلوماسية الأمريكى إلى الجبهة العراقية، أثناء الغزو الأمريكى للعراق، رجل الولايات المتحدة المفضل صار مديراً لمكتب إعادة إعمار العراق، بين عامى 2004 و2005، ليشغل بعدها لفترة وجيزة منصب مبعوث واشنطن للجنة الرباعية فى الشرق الأوسط ثم ينتقل بعدها إلى حيث وُلدت الثورة البرتقالية، ويصبح سفيرا أمريكيا فى أوكرانيا إلى 2009.